شراب الوصل (201-300)

المعني:
قَتَلْتُ: (مما خُصّ به) قتل النفوس في مريده, و أول ما يقتل النفس الأمّارة عند أخذ الطريق
وَلَمْ آمُرْ بِقَتْلِ نُفُوسِكُمْ: قد يُطاع الأمر أو لا يُطاع, و لذا تولّي القتل و لم يتركه للمريد. النفوس السبعة.
لأَنّيَ: اللام للتعليل, أنّيَ, الياء لتنزّل الأمر في الخليفة الوارث.
سَيَّافُ النُّفوُسِ: سَيَّافٌ أَي صاحبُ سيف، قتل النفوس في المريد بقوة الشيخ. يقول سيدي فخر الدين (في دروسه) , عندما تعطي واحد الطريقة بعدها يأخذه صاحب الطريقة و يعتني به.
بِرَاحَتِي: العم المربّي الخليفة, راحة أو كفّ أو يد أو قبضة لسيدي فخر الدين, يقول في الحديث عن سيدي إبراهيم: حَاشَا أَبَا الْعْينيْنِ تَهْلَكُ عُصْبَةٌ *** قَدْ طَوَّرَتْهَا كَفُّكُمْ أَطْوَارَا (16 ق 64) – سيدي فخر الدين كفّ بالنسبة لسيدي إبراهيم الدسوقي

المعني:
وَبَاطِلُ مُوسَى السَّامِرِيِّ: الآية:, (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) طه 85 الذي استفاد من أسرار الطريقة ثم خرج عليها
بِنَفْحَةٍ: النفخة التصرف في موطن القدرة (كُن) , من ذلك: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) الآية 49 و منه: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ) الحاقة 13 و منه: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا) الأنبياء 91 يَصِيرُ هَبَاءً: يصير يئول أمره إلي, هَبَاءً: الهَباء التراب الذي تُطَيِّرُه الريح, الاية: (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا) الواقعة 6 يصير طريد و لا يقبله أحد.
كَيْ: في الإعراب, ما قبلها سبب وتعليل لما بعدها, تنصب المضارع
تَسِيرَ مَسِيَرتِي: سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها. مَسِيَرتِي: طريقتي: فِي طَيِّ مَا تَطْوِي الْغُيوُبُ مَطِيَّتِي *** مَا أَجْمَلَ الْقَصْوَاءَ وَهِيَ تَسِيرُ (19 ق 6).

المعني:
فَيَحْمِلُ مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ: الآية: (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) طه 96 أسرار الطريقة.
ضَلاَلَةً: الآية: (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ) طه 88 وَإِنّيَ فِي أَثَرِ الرَّسُولِ: فرق بين (مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ) يقصد أسرار الأوراد, و (فِي أَثَرِ الرَّسُولِ) يقصد متّبع له
بِنِسْبَتِي: سند الطريقة حتي الرسول صلّي الله عليه و سلّم.
حاشية: كنت (1978) أحضرت له رضي اله عنه كتاب أوراد قام أحد المدّعين بطباعته و حذف منه سلسلة المشائخ, فقام سيدي فخر الدين بتصفّح الكتاب (نفس الطباعة) و لما لم يجد السلسلة في آخره, قال: الكَتلة (صيغة تعجّب) , بسببي أنا حذفوا سلسلة المشائخ كلها, عشان أنا مشبوك معاهم.

المعني:
خَلَعْتُ نِعَالِي: تخلّيت عن ذاتي
مَا أُمِرْتُ بِخَلْعِهَا: لأنه صاحب وراثة محمدية, الاية: ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى) * (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) طه 11, 12 و قد قيل:
لدى الطور موسى نودي اخلع وأحمد *** على القرب لم يؤمر بخلع نعاله وَدُسْتُ بِسَاطَ الْحَضْرَتَيْنِ: داسَ وَطِئَ و علا, أي تبوأ أعلي مكانة في الحضرتين, قيل في مدح نعل المصطفي صلّي الله عليه و سلّم:- على رأس هذا الكون نعل محمد *** علت فجميع الخلق تحت ظلاله بِقُرْبَتِي: موطن التجلّي الذّاتي

المعني:
وَلَسْتُ بِطَعَّانٍ وَلَمْ أَكُ لاَعِناً: الحديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: " ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي ", صفة المؤمنين التي أودعها رضي الله عنه أهل طريقته,
وَلَسْتُ بِمَغْلُولٍ: (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ) آل عمران 161 و هو وارث نبوي محمّدي صاحب الوراثة الكاملة. بمعني لا ينقصني شيئٌ. جماعة من المسلمين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغزوة فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبي،: لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم؟ (أي لا أنقصكم حقّكم) , فسيدي فخر الدين أخذ الوراثة الكاملة.
فَبَاعِي طَوِيلَةِ: الباع السَّعةُ في المَكارم، و يُقال رجلٌ طويل الباعِ وقصيرُه في الكَرَم و المكَارِمِ، و قال رضي الله عنه عن مريده: مَنْ كَانَ فِي كَفَّيْه بَعْضُ مَكَارِمِي *** طَالَتْ يَدَاهُ وَمَا لهَا تَقْصِيرُ (13 ق 5) فما بالك به هو, رضي الله عنه.

المعني:
وَإِنِّيَ قَاضٍ: قَاضٍ أحكم بالحكم
مَا قَضَى اللَّهُ فِيكُمُ: القضاء المبرم عند صاحب الأمر الوارث للتيجان الأربعة (قطب فرد جامع كبير). وَقَضَى اللَّهُ قَضَاءً مُبْرَماً *** لأَمِينِ اللَّهِ يَقْضِي مَا أَمَرْ (3 ق 13) بَنَانِي خَطَّتْ: الأحكام عند استلام الرئاسة
وَالْخَواتِمُ صُكَّتِ: صُكَّتِ أي دمغت بالختم, و لم يقل صككت الخواتم, بل صُكَّتِ: و الذي صكّ الخواتم هو سيدي الإمام الشيخ إبراهيم رضي الله عنه.

المعني:
أُتَوِّجُ بِالتَّأَيِيدِ: التّاج علامة الرفعة و المحبّة في صدور النّاس, و التأييد من ملائكة سيدنا جبريل ينزلوا إلي الأرض ليعطوا التأييد للممنوح له, الحديث القدسي: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) رواه البخاري عن أبي هريرة كُلَّ مُؤَيّدٍ لِكُلٍّ مُحِبٍّ للِنَّبِيِّ وَعِتْرَةِ: سيدي فخر الدين "يؤيّد" "الذي يؤيّد" محبّي سيدنا النبي صلي الله عليه و سلم و آل بيته.
و نلاحظ أن هذا البيت أتي مباشرة بعد البيت: وَإِنِّيَ قَاضٍ مَا قَضَى اللَّهُ فِيكُمُ *** بَنَانِي خَطَّتْ وَالْخَواتِمُ صُكَّتِ فمعناه: أنّ التأييد في دولة سيدي إبراهيم سيكون لمن يؤيّد محبّي آل البيت, فقط لا غير. (بدون محبة آل البيت لا يوجد تأييد).

المعني:
أَلاَ: حرف تنبيه
إِنَّ مَوْلاَنَا الْحُسَيْنَ: إِنَّ للتوكيد, مَوْلاَنَا الْحُسَيْنَ رضي الله عنه
لَشَاهِدٌ: اللا لام قسم – تنبيه زائد توكيد زائد قسم
شُهُودَ عَيَانٍ: الشهادة بالعين, و كان يكتفي بكلمة "شاهدٌ" و لكن للتأكيد مرّة أخري قال شُهُودَ عَيَانٍ (شهد شهودا).
كَمْ أَجُودُ بِصَفْحَتِي: (كَمْ أَجُودُ) كثرة ما أجود, (بِصَفْحَتِي) أصفح كلّ مرةً عن المخطئ. القارئ لهذا البيت لابدّ أن يقرأ معه ما يليه.

المعني:
وَلَوْ: واو عطف علي السابق. لَوْ (شرطية) حرف امتناع لامتناع
فَارَ تَنُّورِي: التنور ما يتفجّر منه الماء، الآية: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) هود 40 قال أَبو إِسحق:- في تفسيرها - أَعلم الله عزّ وجل أَن وقت هلاكهم فَوْرُ التَّنُّورِ, الآية: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) القمر 12 الفور يدلّ علي الغضب. لم تجد كثرة الصفح معهم. (كم أجود بصفحتي)
لأَهْلَكَ جَمْعَهُمْ: اللام في جواب الشرط, جمعهم (لا ينجو منهم أحد)
وَلَمْ يُنْجِهِمْ إِلاَّ رُكُوبُ سَفِينَتِي: الآية: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ) هود 42 روي الطبري باسناده عن علي قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تعلَّق بها فاز، ومن تخلف عنها زجّ في النار). النجاة في الطريقة مع أهل بيت سيدي فخر الدين رضي الله عنه.

المعني:
وَأَضْرِبُ أَمْثَالاً: النهج الإلهي, ورد في القرآن أمثلة كثيرة, منها, قوله تعالي: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ... ) النحل 75 و قوله تعالي: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ... ) الزمر 29 و قوله تعالي: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا .... ) البقرة 26 في دروسه و قصائده رضي الله عنه يقرّب المعني كثيراً بالأمثلة.
عَسَى الْقَومُ: أهل الطريقة
يَفْهَمُوا: الفَهْمُ: معرفتك الشيء بالقلب, يَفْهَمُوا القصائد
وَإِنَّ مَعَانِيهَا: الضمير راجع للقصائد.
لَدَيَّ حَبِيسَتِي: الحدّ من المعاني لديه. قال رضي الله عنه (29 - 30 ق 29): وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ غَيْرِي عَلِيمٌ *** بِمَا تَحْوِي وَمَا هُوَ مُحْتَوَاهَا
كَفَى مِنْ ضَوْئِهَا قَبَسٌ وَلَكِنْ *** بِحُسْنِ الْقَصْدِ أَحْبُوكُمْ ضِيَاهَا

المعني:
وَصَبْرِيَ: الصبر عن شهود التجلّي
صَبْرٌ لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ: المثل الشبيه, (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ) آل عمران 59 مما به الله خصّ سيدي فخر الدين, الذي لم ير الناس مثله ليس غير الصبر الذي لدي حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
سِهَامِي نُورٌ: كلّ حضرة عندها سهام تخصّها, و سيدي إبراهيم عنده سهام (سهام أبي العينين ملء كنانتي) , و المريد عنده سهام (من يجهّز غازيا يرمي بسهمٍ). إذن هذه سهام سيدي فخر الدين, ما ورّده من أوراد. نور من حضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم: نوري من النّور المبين *** و نور جدّي الأغلبُ وَالضَّلاَلُ رَمِيَّتِي: خاصية أوراد الطريقة محو الضّلال. سيدي فخر الدين عمل الفواتح في الأوراد, ميزتها هداية الضالين و جبر العاصين.

المعني:
إِذِ الطَّيْرُ: إِذِ للشرح, معني كلمة الطير (أرواح الأولياء)
فِي رَوْضِ الْكَرِيَمةِ أُمّنَا: سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها, الحديث: (مَا بَيْنَ قَبري وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ). و في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ). موطن ذكر السيدة فاطمة روضتها, كما قال هو رضي الله عنه: (و كلّ مقامٍ فيه أُذكرُ روضتي). أي أن أرواح الأولياء تحلّ حيث ذُكرت سيدتنا السيدة فاطمة رضي الله عنها و أرضاها.
عَظِيَمةِ آلِ الْبَيْتِ: رئيستهم
الطَّيْرُ أَرْوَاحُ إِخْوَتِي: أرواح الأقطاب و الأولياء
و في هذا المعني يقول سيدي ابراهيم رضي الله عنه, مخاطبا سيدي أحمد عربي الشرنوبي رضي الله عنه:
يا وزيري يكفيك من سرّ سرّي ... حول ربعي في الليل ذكرُ الطيور

المعني:
وَآصِفُ مُلْكِي: وزير دولتي, آصِفٌ بن برخيا وزير في مُلك سيدنا سليمان عليه السلام
نَظْرَةٌ مِنْهُ للِسّوَى: إذا التفت عن الخليفة الوارث
يَصِيُر بِهَا: بسبب الالتفات
غِرّاً: جاهلا, يسلب علم الحقيقة - آصِفٌ بن برخيا: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) النمل 40 عَدِيَم الْبَصِيَرةِ: يحجب عن المشاهدة, لما ذكر ما يمكن أن يحدث للوزير في دولته و هو الأقرب للخليفة, معناها الباقين يعملوا حسابهم, و قصده توحيد الوجهة في الخليفة الوارث. مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه كان ينبه بعبارة يقول: "نحنا كبير عندنا الجَمل" يقصد ليس هناك كبير فوق إرادة المشائخ.

المعني:
أَشَاوِرُ فِي أَمْرِي: تنفيذ للأمر الإلهي: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الشّوري 38 وَمَا كُنْتُ مُعْوِزا: العوز النقص
فَإِنّيَ فِي الْعَلْيَاءِ رَبُّ الَمشُوَرةِ: الْعَلْيَاءِ الحضرة الشهزد الذّاتي, صاحب المشورة, (وصاحب البيت أدري بالذي فيه)

المعني:
إِلَى حَيْثُمَا وَلَّى الدُّسُوقِي وِجْهَةً: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) البقرة 148 الترّقي أَرَانِي أُوَلِي: أَرَانِي أنا و سيدي إبراهيم, فأنا أري نفسي. مترقي معه, قال رضي الله عنه: أَيُّهَا الْمَسْلُوكُ دَرْباً *** كَانَ عَنْ غَيْرِي خَبِيَّا (49 ق 17) و يقول: لَمَّا اسْتَبَقْنَا وَالْمَطَايَا جُهِّزَتْ *** مَا غَيْرُ مَحْبُوبِي أَرَاهُ أَمَامِي (55 ق 15) فَهْوَ بِاللَّهِ قِبْلَتِي: فَهْوَ بِاللَّهِ: باطني (خلوتي) قِبْلَتِي: ظاهري (جلوتي). لا فرق بيني و بينه. يقول سيدي إبراهيم رضي الله عنه: و إن شئتني فاطلبني و أسألني في أنا ** أنا في أنا إنّي أنا في أنا نفسي 216 - 220 ق 1:
علي قدم سيدي إبراهيم (خرق العوائد)
شرحاً للبيت 125: إِلَى حَيْثُمَا وَلَّى الدُّسُوقِي وِجْهَةً *** أَرَانِي أُوَلِي فَهْوَ بِاللَّهِ قِبْلَتِي. و هنا تري سيدي فخر الدين يحذو حذو النعل بالنعل سيدي إبراهيم رضي الله عنه في التصرّف بالاسم المكنون, يقول سيدي إبراهيم الدسوقي في قصيدته التي نبتدرها بالمقطع: (موالي يا موالي):- نَظَرتُ إلى بِلادِ اللهِ جَمعاً *** كَخَردَلَةٍ عَلَى حُكمِ اتِّصَالِي
فَلَو أَلقَيتُ سِرِّي فَوقَ نَارٍ *** لَخَمِدَت وَانطَفَت فِي سِرِّ حَالِي
وَلَو أَلقَيتُ سِرِّي فَوقَ مَيتٍ *** لَقاَمَ بِقُدرَةِ المَولى سعَى لِي
وَلَو أَلقَيتُ سِرِّي فِي جِبَالٍ *** لَدُكَّت وَاختَفَت بَينَ الرِّمَالِ
وَلَو أَلقَيتُ سِرِّي فِي بِحَارٍ *** لَصَارَ الكُلُّ غَوراً فِي الزَّوَالِ

المعني:
فَلَوْ: فاء الاستئناف, لو شرطية بمعني إذا
قُلْتُ: التصرّف من موطن "كُن"
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) يس 82 قُلْتُ تماماً كما قال سيدي إبراهيم. خرق العوائد.
بِاسْمِ اللَّهِ: الباء للوسيلة, إسم الله: مخفي, من كلامهم: "بسم الله الرحمن الرحيم من العارف بمنزلة كُن من الله" و في الحديث: روي عن جابر رضي الله عنه: (لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم. هرب الغيم من المشرق الى المغرب وسكنت الرياح وهاجت البحار واصغت البهائم باذن الله ورجمت الشياطين من السماء واقسم رب العزة لايسمي اسمي علي مريض الا شفي ولاعلي شئ الا بورك فيه. لما امر الله القلم ان يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال القلم يارب ما هذه الاسماء. فقال الله سبحانه وتعالي أنا الله للسابقين وأنا الرحمن للمقتصدين وأنا الرحيم للعاصين والظالمين). للِنَّارِ أَطْفِهَا: سلبت عنها ميزة الحرق, الآية: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) الأنبياء 69 وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ للِسُّحْبِ أَعْطتِ: أَعْطت ماءها

المعني:
وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلْمَيْتِ أَحْيِهِ: قال تعالي في حقّ سيدنن عيسي عليه السلام: (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) آل عمران 49 وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلْعِيسِ أَطَّتِ: أَطَّت: ادرت صوتاً رخيماً من حنجرتها كصاحب الشوق.

المعني:
وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ للِشَّمْسِ كُوّرَتْ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) * (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) التّكوير 1 وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ للِنَّجْمِ أَهْوَتِ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) * (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) النجم 1

المعني:
وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ للِجَهْلِ أَمْحُهُ:
وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ للِشُّمِّ دُكَّتِ: الجبال

المعني:
وَإِنَّ قُلُوبَ الْمشْرِكِينَ بِرَبّهِمْ إِذَا قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ للَّهِ حَنَّتِ:
جملة: خرق العادات لديه أمر عادي, قال رضي الله عنه: خِلاَفَةُ قَبْلِ الْبَعْثِ تَاللَّهِ إِنَّهَا *** تَقُومُ عَلَى إِتْيَانِ خَرْقِ الْعَوَائِدِ (7 ق 14)
فَكَمْ لِرَبيِبِ الْكَافِ وَالنُّونِ مِنْ يَدٍ *** خَوَارِقُ عَادَاتٍ وَمَا كَلَّ سَاعِدِي (9 ق 14)

المعني:
وَأَعْرِضُ عَنْ أَهْلِ التَّعَاسَةِ: الإِعْراضُ عن الشيء: الصدُّ عنه, قال تعالي: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) الأعراف 199 (عبد الفهم و عبد الوهم و عبد المال): الأبيات 42,43,44 ق 2:-
تَعْساً لِعبْدِ الْفَهْمِ بِئْسَ إِنَاؤُهُ *** مِنْ نَاضِحٍ بِالرِّيِّ للظَّمْآنِ
تَعْساً لِعبْدِ الْوَهْمِ ضَلَّ وَمَا اهْتَدَى *** ضَلَّ الطَّرِيقَ وَبَاءَ بِالْخُسْرَانِ
يَا بِئْسَ عَبْدُ الْمَالِ مَالَتْ رَحْلُهُ *** وَبَنَتْ غِشَاوَتُهُ بِنَاءً فَانِي
في الحديث: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطى رضى وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش .. ) , تعِسَ: شقي و هلك
عِنْدَمَا بَدَا الْحَقُّ حِقّاً: اصطفاء أهل الاصطفاء
وَالأَنَامِلُ عُضَّتِ: الندم و الغيظ, الآية: (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) آل عمران 119 حاشية: ختم سيدي فخر الدين الموقف – ذات مرّة - بعد اجتماع ضافٍ بدعاء ابتدره بقوله: (اللَّهُم يَا عَلِيماً بِذَاتِ الصُّدُورِ). فكان ما كان: وَالأَنَامِلُ عُضَّتِ.

المعني:
وَإِنَّ: للتوكيد
صَلاَةَ الْعَارِفِينَ بِرَبّهِمْ: الصلاة في مرتبة الإحسان, تقديم الرّوح علي الجسد, كم بيّن سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه: تَطَهَّر بِماءِ الغَيْبِ إنْ كُنْتَ ذا سِرٍّ ..... وإلا تَيَمَّم بالصَعيدِ أو الصَخْرِ
وَقَدِّمْ إماماً كُنْتَ أنْتَ أمامَهُ .... وَصَلِّ صَلاة الفَجرِ في أوَّلِ العَصْرِ
فَهذي صَلاةُ العارِفِيْنَ بِرَبِّهِم ... فَإنْ كُنْتَ مِنْهُمْ فانْضَحِ البَرَّ بالبَحْرِ
أُقِيُم بِهَا خَمْسِي: الفرائض, الأوقات الخمس
وَنَفْلِي وَسُنَّتِي: النفل الزيادة, و السّنّة ما ورد من صلاة سيدنا رسول الله صلّي الله عليه و سلّم, (خَمْسِي وَنَفْلِي وَسُنَّتِي) الياء في كلّ كلمة للنسبة, نسبها لنفسه لاختصاصه من حيث الوراثة المحمّدية الكاملة, في الحديث: (لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل).

المعني:
وَحَمْدِيَ: يتحدث من باطن سورة الفاتحة ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ (الفاتحة - 2) فِي كُلِّ الَمَحامِدِ: في لسان العرب حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً. أما جمع المصدر منها فهو محامد
أَحْمَدٌ: غاية ما يؤتي من الحمد
و معناه: أوفيت مراتب الحمد و حمد الحمد بغاية ما يُؤتي
عَلَى مُوجِبَاتِ الْحَمْدِ: النِعم
وَالشَّكْرُ خَصْلَتِي: و الشكر يأتي بعد الحمد, و خصلتي من الخصلة و هي ما يكون عليه القرار و الاستقامة من الطباع فتجد الشخص عليها علي الدوام.
يلي هذا مقتفياً سورة الفاتحة: البيت 224 - وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ مَنْ دَامَ مُلْكُهُ *** أَفَاضَ عَليَّ خِلْعَةَ الْمَالِكِيَّةِ

المعني:
وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ: يوم الدين يوم القيامة, قال تعالي: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ, لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ, لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ, لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) 16 غافر, حيث قضي زمن الخلافة ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) البقرة 30
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) 48 إبراهيم
مَنْ دَامَ مُلْكُهُ: ملكه منذ بدء الخليقة و الذي أقام عليه الخلافة, حيث الفعل آت بصيغة الماضي, أفعال الآخرة تأتي بالمضارع لأنها مستقبلية
أَفَاضَ عَليَّ: اصطفاء و زيادة
خِلْعَةَ الْمَالِكِيَّةِ: أعطاه الرئاسة لآخر الزمان, (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ .... الخ) 26 آل عمران, و خلعة لأنها من النبي صلي الله عليه و سلم فهو صاحب الأمر من بداية الخليقة إلي نهايتها و كل الرؤساء (الخلفاء) نيابةً عنه في أزمانهم: خلافة قبلية من سيدنا آدم لبعثه صلي الله عليه و سلم و خلافة بعدية من سيدنا أبي بكر حتي قيام الساعة.

المعني:
إِذِ النَّاسُ فِي أُمِّ الصَّلاَةِ: أم الصلاة سورة الفاتحة كما ورد في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) وفي رواية: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي) رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة تَضَرَّعُوا إِلَى اللَّهِ: إيّاك نعبدُ و إيّاك نستعين
حَتَّى يَهْتَدُوا بِهِدَايَتِي: إهدنا الصراط المستقيم, و هو صراط أو طريق المصطفي صلي الله عليه و سلّم, أقام علي خدمة دينه أهل الاصطفاء من المثاني السبع و الرؤساء, و سيدي فخر الدين خُصّ من حضرة النبي صلي الله عليه و سلم بإقامة الدين. (صراط الذين أنعمت عليهم) الفاتحة 7

المعني:
فَإِنَّ صِرَاطِي: طريقتي
مُسْتَقِيمٌ: قائم علي الاستقامة – أضف: المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين (في علم الهندسة) يعني أقرب طرق الوصول إلي الله
وَتَابِعِي: من يتبعني بالسير علي طريقي (بالعمل)
عَلَى أَثَرِي يَسْعَى: يمشي بنفس منهجي كما مشيت به (تقليد تام)
إِذَا النَّاسُ ضَلَّتِ: سلكوا طرق الضلال و الحيرة, قال تعالي: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 153 الأنعام و كذلك يقول الرؤساء هنا: و من لم يكن خلف الخبير مسيره *** كثرت عليه طرائق الأوهام و قال سيدي أبو العينين ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه: الطُرقُ شتّي و طرقُ الجقّ مفردةٌ *** و السالكون طريقَ الحقّ أفرادُ

المعني:
وَإِنِّي صِرَاطُ الْمُصْطَفَى: من نهج نهجي فهو نهجه صلي الله عليه و سلم
وَنَجِيُّهُ: أعطاني النجاة
تَفَرَّقَ حُسَّادِي: لأن الشيطان مشكلته مع الخليفة هي الحسد (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) 47 ص عَلَى كُلِّ فِرْقَةِ: كما هو مبين في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا وَقَالَ بِأُصْبُعِهِ عَلَى الأَرْضِ خِطَّةً، قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِ الْخَطِّ وَيَسَارِهِ، وَقَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ " ثُمَّ تَلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ سورة الأنعام آية 153 الْخُطُوطُ الَّتِي عَنْ يَمِنِيهِ وَيَسَارِهِ "

المعني:
إِذَا كَانَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ: كتبوا مسبقاً من الأشقياء تَفَرقَّوُا: تعدد مذاهبهم, قال رضي الله عنه: سَلاَمٌ وَإِبْرَاهِيمُ مِنكُمُ يَسْتَقِي *** وَكُلُّ طَرِيدٍ مَنْ أَتَى لِيُشَاقِقِ (8 ق 16) و قال: وَمَنْ شَرِبَ التَّفْرِيقَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ *** هُنَالِكَ لاَ تُجْدِي الرُّقَى وَالْمَسابِحُ (12 ق 82) كَذَلِكَ مِنْ ضَلوا: ضلوا عن وحدة الوجهة (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) 144 البقرة فَمَا بَالُ أُمَّتِي: أبناء طريقتي, ورد: "الشَّيْخُ فِي قَوْمِهِ كَالنَّبِيِّ فِي أُمَّتِهِ " كذلك في الحديث " الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ "

المعني:
قَضَتْ سُنَّةُ الْمَوْلَى الْعَظِيِم عَلَيْهِمُ: مربوط بالبيت السابق أي: (فَمَا بَالُ أُمَّتِي قَضَتْ سُنَّةُ الْمَوْلَى الْعَظِيِم عَلَيْهِمُ. كما قضت في أمة سيدنا رسول الله بالتفريق. (ورثنا عنه حتي ما رموه) ,,,
كل ما مرّ بحضرة النبي صلي الله عليه و سلم يتكرر في زمن سيدي فخر الدين (و القديم يُعاد)
فَرَاحُوا ثَلاَثاً فَوْقَ سَبْعِينَ شُعْبَةِ: في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. قدر التفرق لا خيار فيه: كل من ركبه الغرور (كإبليس) يعمل مشيخة و قصة. لازم عددهم يكون 72 فرقة. كلها ضالة إلا فرقة واحدة ....

المعني:
فَلَمْ تَنجُ إِلاَّ فِرْقَةٌ: فرقة واحدة ناجية, و لهذا وضّح لهم في (1 - 2 ق 12): مِنْ كَمَالِ الْعَطَاءِ مِنْ فَيْضِ وَهْبٍ *** أَيُّهَا النَّاسُ جَاءَكُمْ إِبْرَاهِيمُ
فَاسْأَلُوهُ النَّجَاةَ مِنْ يَوْمِ حَشْرٍ *** يَوْمَ لا يَسْأَلُ الْحَمِيمَ حَمِيمُ
لِوُقُوفِهَا: الوقوف يفيد عدم الزيغ عن الشئ
بِأَعْتَابِ آلِ الْبَيْتِ: آل بيته رضي الله عنهم
أَهْلِ الْحِمَايَةِ: الضمان الوحيد عند آل بيته, في الحديث عن أبي سعيد الخذري في حديث عن محمد أنه قال: إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب، وإني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين، كتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعِتْرَتي، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أَهْلُ بيتي، وإن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما.

المعني:
فَأَيُّ نَجَاةٍ فِي الْحَيَاةِ بَدُونِهِمْ: روي عن حنش الكناني، قال: سمعت أبا ذر -رضي الله عنه- يقول، وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق, فِي الْحَيَاةِ أي في الدّار الآخرة, الآية: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) 64 العنكبوت إِذَا مَا ضَلَّ أَبْنَاءُ النَّبِيِّ *** تُرَى مَنْ لِلْهِدَايَةِ بَعْدُ كَانَ (11 ق 89) إِلَيْهِمْ يَسِيرُ الرَّكْبُ حَجّاً وَعُمّرَةِ: الرَّكْبُ أهل السير, حَجّاً السير الكامل (كما الدين في الأركان حجٌّ) وَعُمّرَةِ زيارة: وَغَيْرِي إِنْ حَازَ الْعِنَايَةَ إِنَّمَا *** يَزُورُ وَلاَ تُعْطِيهِ حُسْنَ مَآبِهَا (26 ق 80)

المعني:
فَشَأْنِيَ: الفاء للاستئناف, الشأن التصرّف موطن القدرة, الاية: (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) 29 الرحمن, الياء في آخر الكلمة إشارة لتنزّل الأمر للخليفة الوارث. قال عن سيدي الشيخ إبراهيم رضي الله عنه (23,24,25 ق 35): وَذَا بُنَيَّ الَّذِي تَمَّتْ عَطِيَّتُهُ *** قَدْ اصْطَفَيْنَاهُ مِنْ صَافِي عَطِيَّتِنَا
لِيَجْمَعَ الشَّمْلَ إِمْدَاداً وَمَرْحَمَةً *** وَيَحْمِلَ الْكَلَّ مَمْدُوداً بِهِمَّتِنَا
وَيُصْبِحَ الْكُلُّ حَشْداً تَحْتَ رَايَتِهِ *** بِلا جَفَاءٍ لِمَنْ يَسْعَى بِذِمَّتِنَا
تَأْلِيفُ الْقُلُوبِ وَجَمْعُهَا: بالذكر بالإسم "الله", الاية: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) 63 الأنفال وَسَائِلُ غَيْرِي: من أهل المعرفة
فِي الْحَقِيقِةِ: علم الحقيقة, التصّوف
مَا فُتِي: الفتوي إبانة الحقيقة, لا يجد إبانة للحقيقة أفضل من إبانتي
حاشية: كلّ علوم الأولين, أصبحت أوضح للمتلقيين بعد إبانة سيدي فخر الدين لها.

المعني:
بِأَخْذِ عَزِيزٍ قَادِرٍ: الباء للوسيلة, الاية: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) 42 القمر. سَوْفَ أَحْمِهَا: جملة جواب شرط إذا: إِذَا هَمَّ أَشْقَاهُمْ لِيَعْقُرَ نَاقَتِي, سَوْفَ أَحْمِهَا, الضمير راجع لناقتي
إِذَا: شرط وجوب لوجوب
هَمَّ أَشْقَاهُمْ: الاية: (إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا) 12 الشمس, قصة قوم سيدنا صالح عليه السلام, هَمَّ أَشْقَاهُمْ: لِيَعْقُرَ نَاقَتِي: الاية: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) 13
(فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا) 12 الشمس,
نَاقَتِي طريقتي. في قصة سيدنا صالح عليه السلام, عقروها, لكن هنا: هَمَّ أَشْقَاهُمْ أي نوي, لأن سيدي فخر الدين وارث محمّدي, و حينما همّ الكُفار و المنفقين النَيل منه صلّي الله عليه و سلّم, لم ينالو ذلك, قال تعالي: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ) 74 التوبة.

المعني:
وَإِنَّ: للتوكيد
صُوَاعَ الْمُلْكِ: الْمُلْكِ: الأرضين السبع و السموات السبع و البحار السبع و الأرياح السبع (موطن تصرف الغوث) , الآية: (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) 72 يوسف, صُواعَ الملِك؛ هو الإِناء الذي كان الملك يشرب منه, إشارة لموطن التأييد للغوث.
أَعْرِفُ سِرَّهُ: السرّ من كل شئ غيبه الذاتي
وَأَكْشِفُ أَسْرَارَ الْخَبَا وَالسَّرِيقَةِ: الآية: (فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) 70 يوسف. أي: لا يجدي الكيد لي (للطريقة) لأنني أكشفه. 235 - 237 ق 1:
(أبيات العفو) – رضي الله عنه بعدما بيّن علمه بكلّ ما يفعل المرجفون و المُغرر بهم, فتح لهم باب التوبة و العودة للحمي فيما يلي من أبيات.

المعني:
عَفَا اللَّهُ: العفو هو التجاوز عن الذنب و محوه. قال ابن الأَنباري في قوله تعالى: عَفَا الله عنكَ لمَ أَذِنْتَ لهُم؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ من قولهم عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها ومَحَتْها، وقد عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً, العَفُوُّ إسم الله تعالي, و نسب العفو إلي الإسم الله لكونه رئيس الأسماء, فيكون العفو أشمل.
عَمَّنْ: للعموم
جَاوَزَ الْقَدْرَ نَاسِياً: لم يقف عند المنزلة و المكانة ليعطيها حقّها من التبجيل و التقدير. نَاسِياً, الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) إِذَا كَانَ: شرط
مَحْفُوفاً: ظاهره
بِحُسْنِ الطَّوِيَّةِ: سليم القلب, مَحْفُوفاً بِحُسْنِ الطَّوِيَّةِ: أي خالٍ من النفاق.

المعني:
عَفَا اللَّهُ: انظر أعلاه
عَمَّنْ: انظر أعلاه
عَادَ للِرَّكْبِ نَادِماً: عَادَ رجع بعد فراق, الرّكب, في الحديث: (فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) عَفَا اللَّهُ عَمَّنْ: انظر أعلاه
تَابَ مِنْ بَعْدِ ذَلَّةِ: في حديث عبد الله بن أَبي سَرْح: فأُزَلَّه الشيطانُ فلَحِق بالكُفَّار أَي حَمَله على الزَّلَلَ وهو الخَطَأ والذنب. الزَّلَلَ: الوقوع في الخطأ. التوبة: الإقلاع عن الذنب, الندم علي ما فات و عدم الرجوع إلي الخطأ. و في الحديث: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون).

المعني:
عَفَا اللَّه: انظر أعلاه
عًمَّنْ: انظر أعلاه
قَارَفَ الذَّنْبَ جَاهِلاً: قارَفَ الذنبَ: داناهُ ولاصَقَهُ, أصلها من القرف و هو لحاء الشجر. جَاهِلاً: جَاهِلاً حال, يزول بالعلم: قال رضي الله عنه:- (26,27 ق 15):- وَالْجَهْلُ يُقْذِي كُلَّ عَيْنٍ سِيَّمَا *** عَيْنَ الْجَهُولِ وَذِي أَلَدُّ خِصَامِ
وَالْحِلْمُ يُغْرِي الْجَاهِلِينَ فَيَقْطَعُوا *** بَحْرَ الْقَطِيعَةِ رَاكِبِي الأَحْلاَمِ
فَلَمَّا إِسْتَبَانَ النُّورَ: عرف الحقيقة, الآية: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) 187 البقرة عَادَ بِتَوْبَةِ: جمع بين العودة و التوبة

المعني:
وَجُبْتُ: جابَ يَجُوبُ جَوْباً: قَطَعَ وخَرَقَ. و يَجُوبُ البِلاد أي يقطعها و يكسب المال الوفير و الخير الكثير.
بِلاَدَ اللَّهِ: و أرض الله, حيث تكونون و حيث تنتشر طريقتي
شَرْقاً وَمَغْرِباً: كل أرجائها بلا استثناء
سؤال: و كان جوبه لبلاد الله لأن لديه القدرة علي ذلك, و إن كان مثل ذلك قد حدث مع ذي القرنين و آصف بن برخيا, فهو أعلي من ذلك بكثير.
بَذَرْتُ: بذر النبات لينبت و يزدهر, و البذر هنا يأتي من قذفه لروح الإيمان في قلوب الذين ليس لديهم تلك الروح و هي الروح التي تؤمن بالله و رسوله, إذا علمنا أن مراتب الروح ثالثة: الروح البهيمية و روح التكريم و روح الإيمان. يعطي لهم روح الإيمان, و لأنها بذرة فإن تنميتها تكون بالذكر و العبادة بعد ذلك.
بِأَقْطَارِ الأَعَاجِمِ: غير العرب
حِنْطَتِي: القمح و هو الذي به الإحياء, و معني به طريقتي

المعني:
دَخَلْتُ قُلُوباً: الآية: (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) 14 الحجرات, آية من آيات سيدي فخر الدين, أن دخل لقلوب الكفّار و المشركين, و اختارهم في أمة سيدنا رسول الله صلّي الله عليه و سلّم.
لَمْ تَرَ اللَّهَ خَالِقاً: الكُفّار
فَصَارَتْ: فاء السببيبة, صارت: انتقلت من حال إلي حال
بِفَضْلِ اللَّهِ: بواسطة (فَضْلِ اللَّهِ) سيدنا رسول الله صلّي الله عليه و سلّم.
مِنْ أَهْلِ وَحْدَتِي: الوَحْدة (التميّز) تميزه عن غيره, وَحْدة الإمام فخر الدين. من أقصي الكفر إلي أعلي درجات الإحسان.
240 - 248 ق 1:
(في الحضرتين)
ملاحظة: وردت كلمة (فصرتُ) في الأبيات و معناها أخذ كمال العطاء من الحضرتين

المعني:
وَإِنَّ: للتوكيد
سِهَامَ الْحَضْرَتَيْنِ: السَّهْم يرمي لمعرفة الحظُّ،, الْحَضْرَتَيْنِ: الإلهية و النبويّة
إِسْتَهَامُهَا عَلَيَّ: إجراء القُرعة للفوز به
فَكِلْتَاهَا: أي أسهمهما الاثنتين معاً
سِهَامٌ أَصَابَتِ: لم تُخطئ, وقع اختيارهما عليّ

المعني:
فَآوِنَةً: جمع أوان و أوان يعني حين
تَرْمِي حِرَاءٌ بِسَهْمِهَا: حِرَاءٌ الحضرة النبويّة (جمع الجمع)
فَأُصْبِحُ مَمْلُوكاً: إشراق الملك منها
وَتِلْكَ مَلِيكَتِي: تِلْكَ إشارة إلي الحضرة الإلهية, تمتلكه الحضرتان في الآونة

المعني:
وَحِيناً: الآونة الزمن (زمن الطريقة) مقسّم إلي أوان أي أحايين (زمن الخليفة الوارث). (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) الآية أَرَى: شهود عيانٍ ذاتيٍّ
الَعْنَقاءَ: الحضرة الإلهية (الجمع)
بِالسَّهْمِ قَدْ رَمَتْ: طلبتني
أَصَابتْ عُبَيْداً: عُبَيْداً إشارة إلي نفسه, يتحدث في حضرة سيدنا النبي و سيدنا الحسين بعبارة التصغير (عُبَيْد). سيدنا الحسين رئيس الحضرة الإلهية (و أمّ الجمع سيدنا الحُسينُ) و سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم رئيس الحضرة النبوية (إنا بجمع الجمع كنا عصبة ** و إمام هذا الجمع أولُ كاتبِ)
صَار: الصيرورة إلي الكمال من الأمر
نِعْمَ الَّرِمِيَّةِ: نِعْمَ للمدح, الَّرِمِيَّةِ الهدف

المعني:
تَقَاسَمَتَانِي: (الحضرتان) , تَقَاسَمُ الشئ أن يظفر كلّ طرف ببعض منه
قِسْمَةً قَدْ رَضِيتُهَا: لأنه في مقام الرضا, عند سيدي إبراهيم الدسوقي (إنّه دارٌ و ديّار الرضا). الرِّضَي من المحبّة
فَكُلٌّ لَهُ بَعْضِي: بعض لكل حضرة
وَبَعْضِيَ جُمْلَتِي: الفرق و الجمع صار واحداً

المعني:
وَعَلَّمَتَانِي: (الحضرتان) , الآية: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4 العلق, القلم حضرة النبي صلي الله عليه و سلم. قال رضي الله عنه: عَلِمْتُ وَلِي عِلْمٌ بِعِلْمِ مُعَلَّمِي *** أُمِدُّ وَتَلْقِينِي بِغَيْرِ إِمَاطَةِ (379 ق 1) مَا بِهِ الأَمْرُ قَائِمٌ: موطن الأَمْرُ (إنما أمره إذا أراد ... ) , فقط للقطب الفرد الجامع الكبير, صاحب التيجان الأربعة. الوارث المحمّدي الكامل الوراثة.
فَصِرْتُ: الصيرورة إلي الكمال من الأمر
عَلِيماً: حد العلم, الآية: (لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) 76 يوسف وَالَقرَائِنُ دَلَّتِ: وَالَقرَائِنُ جمع القرينة أي المتصّلة بالشئ, دلائل قوة علمه. دروسه و مناقشاته مع العلماء من كلّ فنون العلم.

المعني:
وَعَاهَدَتَانِي: (الحضرتان) , عهد بين و بينهما
كَتْمُ أَسْرَارِ سِرّهَا: كتم الشهادة, أن أخفي أسرار سِرّهَا
فَصِرْتُ: الصيرورة إلي الكمال من الأمر
خَفِيّاً: أخذت منهما الخفاء, قال في ذكر أمّه السيدة فاطمة رضي الله عنها:
وَأَخَذْتُ مِنْ فِيهَا جَوَاهِرَ حِكْمَتِي *** وَكَذَا خَفَائِي وَالْخَفَاءُ مَتَاعُ (13 ق 23) وَالَخَفَاءُ مَزِيَّتِي: خُصّ بالخفاء

المعني:
وَآثَرَتَانِي: (الحضرتان) , من الأثرة: التفضيل
عَنْ سِوَايَ: من أهلها
بِقُرْبَةٍ: مقام القُرب
فَصِرْتُ: الصيرورة إلي الكمال من الأمر
خَلِيلاً: مقام الخِلّة, الخِلّة القرب الوفي
قَدْ رَضِيتُ: رضاء المحبّة
بِخِلَّتِي: بقربي

المعني:
تَعَهَّدَتَانِي: التَّعَهُّدُ التَّحَفُّظُ و العناية بالشيء وتجديدُ العَهْدِ به, تَعَهَّدَتَانِي: خصصنيَ بالتعهُّد
بِالرِعَايَةِ وَالْقِرَى: الرعاية رعاية الشئون و القري الكرم
فَصِرْتُ: الصيرورة إلي الكمال من الأمر
كَرِيماً: تنزّل الكرم الإلهي
وَالِكَرامُ بِحَانَتِي: حانتي: حضرتي

المعني:
وَكَاشَفَتَانِي: (الحضرتان) , الكشْفُ: رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه، كَاشَفَتَانِي: خصصنيَ بالكشف
غَيْبَ مَا كَانَ غَائِباً: غيب الذات
فَكُنْتُ أَمِيناً: لم يقل فصرتُ, لأنه أصلاً هو الأمين
وَالأَمَانَةُ حَمْلَتِي: تحمل رئاسة زمن سيدي إبراهيم الدسوقي

المعني:
فَلاَ عَجَبٌ: إذا كان كلّ ذلك العطاء
أَنِّي سَعْيتُ لِدَارِهَا: البرزخ
فَفِيِه لُبَاثِي: إقامتي
بَلْ: للإضراب, إنتقال للأفضل
وَفِيِه مَعِيشَتِي: رزق الرّوح لا ينقطع في البرزخ, تتلقي حسب ما عملت. الآية: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) 169 آل عمران, يقول رضي الله عنه: وَالْعَيْشُ فِي دَارِ السَّعَادَةِ رَاقَنِي *** وَجَهَنَّمٌ لِلْمُجْرِمِينَ حَصِيرُ (2 ق 5)

المعني:
وَفِيِه أُصَيْحَابِي: مرتبة الصحبة, كان الصحابي يقول فرحاً بالانتقال للدار الآخرة: (اليوم ألقي الأحِبّة محمداً و صحبه)
وَجَدّيَ قَائِمٌ يُصَلِي: الآية: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) 39 آل عمران. وَ فِي مِحْرابِهَا نِعْمَ سَجْدَتِي: الأصل أن الذي قائم يصلّي في المحراب حضرة سيدنا النبي صلّي الله عليه و سلّم. لكن السجدة كانت من نصيب سيدي فخر الدين. لذا قال: نِعمَ سجدتي.

المعني:
فَأَرْكَعُ تَعْظِيماً وَأَرْفَعُ شَاكِراً: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (فيأتوني، فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال يا محمد ارفع رأسك، سل تعطى، واشفع تشفع) متفق عليه أُشَاهِدُ مَا أَبْغِيِه فِي رَفْعِ هَامَتِي: يعطي الشفاعة بعد السجدة. و هنا يقول (13,14,15 ق 57): وَفِي ظِلِّ الشَّفَاعَةِ كُلُّ عَبْدٍ *** وَبَيْنَ الْخَلْقِ نَحْنُ الشَّافِعِينَ
وَأَوَّلُ رَشْفَةٍ مِنهَا هَنِيئاً *** لَدَى الضَّعَفَاءِ وَالْمُسْتَضعَفِينَ
وَيَوْمَئِذٍ يَقُولُ الرُّسْلُ جَهْرا *** رَضِينَا يَا أَبَا الزَّهْرَا رَضِينَا

المعني:
تَبَارَكَ: تَبَارَكَ: البَرَكة: النَّماء والزيادة. وتَبَارك الله أي بارك الله من فاعلَ و تفاعلَ.
مَنْ أَفْنَى الْفَنَا بِبَقَائِهِ: (كلّ من عليها فانٍ * و يبقي وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام) , و أفني ثم أفني ثم أفني *** فكان فناؤه عين البقاء, و الفناء أولاً ثم الفناء عن الفناء ثم الفناء في البقاء, يقول الشيخ رضي الله عنه: فَأُظْهِرْنَا وَأُخْفِيْنَا ثَلاَثاً *** وَأُخْفِيْنَا صَفَاءً وَاصْطِفَاآ (2 ق 55) أَزَالَ غَشَاوَاتٍ: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الجاثية 23, أزال الله (أي الإسم الله) الغشاوة من علي قلب المريد.
بِنُورِ فَتِيلَتِي: الفتيلة حبل دقيق ملوي يشتعل فيه الزيت في المصباح أو ما شابهه. فتيلتي يعني المحبة – بنور محبتي, عن سيدنا و مولانا الشيخ ابراهيم رضي الله عنه: (بيننا و بين المريد خيط عنكبوت, بالمحبة يبقي جنزير).

المعني:
لِذَا: من البركة التي منحني الله (تبارك من أفني ... 252 ق 1) فَبَقَائِي: البقاء المحض (الذي لم يتغير منذ التكوين)
مِنْ قَدِيِم بَقَائِهِ: منذ حضرة التعيين الأول
قبضة النور من قديم ... أرتنا ... *** ... في جميع الشئون قبضاً ... وبسطا كَذَلِكَ نُورِي: المستمد من نور حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
مِنْ عَظِيِم الأَشِعَّةِ: الشعاع واحد من 124 ألف عضو من الحضرة الصمدانية الوترية, مِنْ عَظِيِم الأَشِعَّةِ – واحد من رؤساء الحضرة الصمدانية الوترية سَعَيْتُ إِلَى مَوْلاَيَ مَرْفُوعَ هَامَةٍ ... *** وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُعَاعَ الْهِدَايَةِ (3 ق 1)

المعني:
تَوَاكَبَتِ: وَكَبَ وُكُوباً ووَكَباناً: مَشَى في دَرَجانٍ (أي خطي منتظمة) وفي الحديث: أَنه كان يسير في الإِفاضةِ سَيْرَ المَوْكِب؛ المَوْكِبُ: جماعةٌ رُكْبانٌ يسيرون بِرِفْقٍ، وهم أَيضاً القومُ الرُّكُوبُ للزينة والتَّنَزُّهِ، أَراد أَنه لم يكن يُسْرعُ السَّيْرَ فيها. يتحدث عن يوم انتقاله.
الأَقْطَابُ مَنْ يَوْمِ آدَمٍ: كل الخلفاء و كبار الأولياء بدءاً من سيدنا آدم عليه السلم, (ضمناً حتي آخر الزمان) حضروا انتقاله يوم الثلاثاء 5 أبريل 1983
كَمَا جُمِعُوا حَشْداً: نفس الجمع و الحشد الذي حدث يوم عروبتي
لِيَوْمِ عُروُبَتِي: يوم العروبة هو يوم إعلان صاحب الوقت في الحضرة النبوية استلامه لأمانة الخلافة

المعني:
قَضَيْتُ سِنِيّاً أَرْتَجِي سَاعَةَ الِلقَا: كان يعلم ساعة الانتقال و ينتظرها, لما يحدث بعدها له من خدمة دين سيد المرسلين
لِذَاكَ تَعَانَقْنَا عِنَاقَ الأَحِبَّةِ: من قولهم "اليوم ألقي الأحبّة محمداً و صحبه" تعانق مع ساعة اللقاء. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت. فقال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه.

المعني:
وَرَاقَ شَرَابِي: شراب الوصل
مُذْ تَشَعْشَعَ خَمْرُهَا: من حضرة غيب الأحدية
لِذَاكَ تَبَادَلْنَا كُؤُوسَ الْمَوَدَّةِ: مع الأقطاب
و لذلك سلك مسلكهم, فيما بين سيدي أبي العينين رضي الله عنه:- راقَ وقتي و ليَ الحقّ دعا *** و سقاني بالرضا كأس الطِلا
فرأيت الكون تحتي راقصاً *** مذ شربت الراح بالكأس ملا

المعني:
وَفِي الْحَانَةِ الْكُبْرَى: الحضرة الإلهية (الجمع) - بمكة
أَرَى الْجَمْعَ سَاكِناً: إجلالاً لحضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم و لعظم المناسبة
وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْطُبُ جُمْعَتِي: جمعة الولي هي يوم انتقاله (الثلاثاء بالنسبة لسيدي فخر الدين). يَخْطُبُ جُمْعَتِي: حضرة النبي صلي الله عليه و سلم يخطب و يقول: الشيخ محمد عثمان عمل كذا و كذا و نشر الطريقة ...

المعني:
وَأَدْخُلُ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ: بعد (257 ق 1) حضرة الجمع بمكة ينتقل إلي حضرة جمع الجمع (الحضرة النبوية) بالمدينة, أبواب المدينة, الصحابة الكبار: (أنا مدينة الرجمة و أبوبكر بابها, أنا مدينة الحقّ و عمر بابها, أنا مدينة الحياء و عثمان بابها, أنا مدينة العلم و عليّ بابها). مُسْلمِاً: من السلم, و لست لقتل أحد, مقارنة بما حدث لسيدنا موسي عليه السلام: (فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) عَلَى حِينِ صَحْوٍ لاَ عَلَى حِيِنِ غَفْلَةِ: سيدنا موسي عليه السلا: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ... ) القصص 15, مولانا رضي الله عنه يقول دخلت علي حين صحو لا علي حين غفلة, لأني وارث محمدي و لست وارث موسوي
259 – 261 ق 1: (الحج في مرتبة الإحسان)

المعني:
فَمَا كُلُّ مَنْ يَسْعَى إِلَى اللَّهِ وَاصِلٌ: السعي في الحج و يتكلم عن حج خواص الخواص, السعي في الحج يرمز للسير إلي الله, و الوصول لأعلي مراتب السير الرفرف الأعلي. الحج في مرتبة الإحسان
إِلَى وَجْهِ مَنْ أَهْوَى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) البقرة 115 صَفَايَ وَمَرْوَتِي: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) البقرة 158, يقول مولانا في دروسه: (التدلّي ترقّي) أي الصعود و النزول في مراتب السير (رمز لها بالصفا و المروة). و في القصيدة: وَمُقَصِّرِينَ الْحَوْلَ لَمَّا يُؤْمَرُوا *** قَدْ سُلِّمُوا الإِقْبَالَ وَالإِدْبَارَا (9 ق 64)

المعني:
وَلاَ كُلُّ مَنْ لَبَّى وَهَرْوَلَ مُحْرِماً: (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش)
كَمَا أَنَّ أَرْواحَ الأَمَاجِد لَبَّتِ: الأماجد, آل البيت, قال: نَعْتُ الأَمَاجِدِ كَالنُّجُومِ وَنُورِهَا *** بِهِمُ اهْتَدَى مَن ضَلَّ فِي الوِدْيَانِ (21 ق 2) أَرْواحَ الأَمَاجِد لَبَّتِ: استجابت لداعي الله (صلي الله عليه و سلّم)

المعني:
وَلاَ كُلُّ مَنْ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى مِنىً: (عَلَى مِنىً) يرمز لمرحلة العتق, التحلل بعد رمي الجمرات, يعتمد علي قوة الشيخ
بِقَاتِلِ نَفسٍ أَوْ مُبَلَّغِ بُغْيَتِي: يرمز رمي الجمار بسبع حصوات إلي قتل الأنفس السبع

المعني:
فَإِنِّي صَوَّامٌ عَنِ الْغَيْرِ وَالِسّوَى: فَإِنِّي صَوَّامٌ عَنِ: الْغَيْرِ: وجود آخر في وجود المحب و المحبوب, الواو للعطف, الِسّوَى: وجود المحب نقسه مع وجود المحبوب, صوم خواص الخواص أن تصوم عما سوي الله. والإمام الغزالي رحمه الله تعالى يقول: هناك صَوم العوام، وهناك صومُ الخواصّ، وهناك صوْم خواصّ الخواص. بِنُورِي نَارٌ وَالشَّيَاطِينُ غُلَّتِ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ َبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ. وفي أحاديث أخرى: وصفدت الشياطين، صفدت الشياطين مردة الجن، وتغل فيه الشياطين، وتغل فيه مردة الشياطين. الآية: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف 12, و لذلك إبليس و الشياطين من بعده غلّت بالنّار و حُرمن رؤية الحقّ لما لم تري في الخليفة متنزل النور المحمّدي عليه.

المعني:
وَقَوْلِيَ حَقٌّ: القصائد (أقولُ الحقّ إنّ الحقّ قولي *** و غير الحقّ ينقصُ أو يزيدُ) أَوُّلاً ثُمَ آخِراً: من القدم إلي آخر الدنيا
وَمَا كَانَ صَيَّاحُ الأَبَاطِلِ مُسْكِتِي: الصِّياحُ (بالكسر): الصوتُ, الصَيَّاحُ (بالفتح): المصدر للصوت أو الصِّياحُ, اباطيل و أباطيل و بواطيل و بواطل جمع كلمة باطل, و الباطل ضدّ الحقّ, و صَيَّاحُ الأَبَاطِلِ: الذي يضجّ بالأباطل و يملأ الأرض صياحاً به. مَا كَانَ مُسْكِتِي: إِذا انقطع كلامُه فلم يَتَكَلَّمْ، قيل: أَسْكَتَ؛ و مُسْكِت فاعل أَسْكَتَ, أي لا يقطع كلامي من يتكلم بالأباطل فأتوقف عن الإرفاد بالقصائد.

المعني:
أَقِيُم صَلاَتِي: صلاة العارفين بربّهم، قال رضي الله عنه:- و إن صلاة العارفين بربّهم *** أقيمُ بها خمسي و نفلي و سنّتي و قد بين ذلك سيدي محي الدين بن عربي في قوله:- تطهّر بماء الغيب ان كنت ذا سرّ *** والا تيمم بالصعيد وبالصخر
وقدّم إماماً كنت أنت أمَامه *** وصلّ صلاة الفجر في أول العصر
وهذي صلاةُ العارفين بربّهم *** فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر
حيث شرحها سيدي فخر الدين بأن (إماماً كنت أنت أمَامه) يعني الروح كانت يقودها جسدها و لما حررتها من ربقة الجسد صارت هي أمامه فأصبحت الروح هي التي تؤم الجسد.
حَيْثُ طَابَ مَقَامُهَا: الضمير في راجع إلي " الْحَانَةِ الْكُبْرَى" حيث تلي ذلك البيت 257 و هي الحضرة الإلهية (حضرة الجمع)
فَلاَ حِوَلٌ عَنْهَا: دوام المشاهدة (الشهود الذاتي)
وَحَاشَا تَلَفُّتِي: حَاشَا حرف و أداة استثناء تَلَفُّتِ إسم حاشا مجرور, و التلفت (الالتفات) عند أهل الحقيقة هو رؤية الغير, أي أن الشيخ في شهود دائم بدون غيرية, لقوله تعالي: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) 17 النجم

المعني:
وَلَيْلُ غَدَاتِي: باطن ظاهري
فِي عَشِيِّ ظُهُورِهَا: ظاهر باطنها
بمعني: إن غبت بدا و إن بدا غيّبني
مُرَادِي مِنْهَا: نلت مرادي منها
وَالْمَلاَئِكُ صُفَّتِ: ربنا سبحانه و تعالي عمل حاجة مميزة عندما يكون الحدث الكوني هام, و أول ذلك عروج حضرة سيدنا النبي صلي الله عليه و سلم إلي السماء, أن تصطف الملائكة إجلالاً لهذا القادم أو الحدث, مثلما يعمل الرؤساء عند حضور ضيف عظيم (قرقول شرف) , و هذا هو ما يصاحب معراجه رضي الله عنه لشهود الذات (صفّت الأملاك) تشريفاً للزائر العظيم, و صفّت الملائكة (أو الأملاك المعني واحد) للقصائد عند نزولها (صُفّت لها الأملاكُ عند نزولها *** مولودةً في محكمِ الآيات)

المعني:
وَلَسْتُ بِنَاءٍ عَنْ: بعد السرد عن الحضرة و الشهود و عظمته, يريد الشيخ أن يقول لنا أنا معكم و لست بعيداً منكم, و يريدنا أن نعمل لكي نكون في معيته فنأخذ شرف الإضافة
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ, كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) 21 الطور مُرِيدِيَ: المريد و المراد, أو المحب و المحبوب, من تحققت إرادته فأقبل علي مراده
لَحْظَةً: أقل مقدار من الزمن و هي (قبل أن يرتد إليك طرفك) و لذا سميّت العيون "لحاظ" و "لواحظ"
وَإِنَّ مُريدِي: شرح مع التأكيد
مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي: النسب فلا يكون المريد مريداً للشيخ إلا بالتحلي بإرادته, (يا مريدي رضاي في ذكرك الله) (مرادي إن سمعتم أن تقولوا ,,, أطعنا جاهرين و لا تظنّوا) ,,, (تلك الوصايا إنها دستوركم) ,,, (أوصيكها نوحية .... ) ,,,, الخ ما أوصانا به ...

المعني:
وَأُسْدِلُ أَسْتَارِي: سَدَلَ السِّتْرَ يَسْدِلُه ويَسْدُله سَدْلاً وأَسْدَله: أَرْخاه وأَرْسَلَه.
عَلَى كُلِّ مَنْ دَنَا: في حضرة القرب
كَمَا أَنَّ أَسْتَارِي عَلَيْكُم سَدِيلَةِ: المريد من أول يوم في حمايته رضي الله عنه:-
هَنِيئاً لِمَنْ أَمَّ الْحِمَى وَبِيَ احْتَمَى *** هَنِيئاً لَمَنْ يُسْقَى بِرَاحِ طَرِيقَتِي (22 ق 1).

المعني:
وَلَوْلاَ مُرَادِي: لولا حرف امتناع لوجود, مُرَادِي من الإرادة و المحبّة, متعلق ب (حارت) في البيت التالي
أَن تَكْونَ مَعَارِفِي:
بِبَعْضِ قُلُوبٍ: إختيارأ صرفاً
لِلْجَمَالِ اطْمَأَنَّتِ: جمال الشيخ, جمال الطريقة, الاطمئنان و الطمأنينة: السكن. كمال شهود الجمال بالقلوب. الطمأنينة من كمال الصلاة. المعرفة يليها التصديق يليه الاطمئنان. الآية: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) 260 البقرة, علم يقين – عين يقين – حقّ يقين.

المعني:
لَحَارَتْ أَدِلَّةُ طَالبِيَّ: حارت تاهت.
بِغَيْهَبِي: الغَيْهَبُ شِدَّةُ سَوادِ الليل, لا أثر و لا علامة تدلّ الطالب.
وَلَوْ أَنَفَقَتْ أَعْمَارَهَا مَا اسْتَدَلَّتِ: لو حرف امتناع لامتناع (ورود النفي بعدها) , لكن إرادتي أن تستدل علي معارفي بعض القلوب لتخبر عنّي, قال في (5,6 ق 47): أَمَّا عَنِ الْعِلْمِ الَّذِي أَوْدَعْتُهُ *** هَلْ تَجْدُبُ الأَرْوَاحُ وَهُوَ الْمَاءُ
أَوْدَعْتُ بَعْضاً مِنْكُمُ أَسْرَارَهُ *** لَوْلاَ الْهَوَى لاَقْتَصَّتِ الْبَطْحَاءُ

المعني:
وَلَيْسَ: واو العطف علي ماسبق, ليس تفيد النفي
لِحُسَّادِ الْمنَائِحِ: الْمنَائِحِ القصائد
مَهْرَبٌ بِأَرْضٍ أَقَلَّتْ أَوْ سَمَاءٍ أَظَلَّتِ: بِأَرْضٍ أَقَلَّتْ: حَمَلت, لأن كلّ ذلك تحت تصرّفي, كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه عندما حُدّث في إخراج أهل الصُفّة إلي الجهاد: (أيّ أرض تقّلني و أي سماءٍ تُظلّني, إذا فعلت ما لم يفعل رسول الله)

المعني:
عَيَانُ: رؤية العَيْن.
بَيَانِي: البَيانُ ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. عَيَانُ بَيَانِي: شهود آياتي
ظَاهِرٌ شَأْنُهُ الْخَفَا: (و إنّ من شدّة الظهورِ الخفاءُ)
وَإِنِّي بَدْرٌ: الوراثة المحمديّة الكاملة
فِي سَمَاءِ الأَهِلَّةِ: الأَهِلَّة الأئمة في الطريقة من بعد سيدي فخر الدين

المعني:
أَرَى وَأُرِي حِبِّي: حِبِّي الذي أحبّه و يحبّني, خلع التشريف للمريد
وَرَبِّي مُظْهِرِي: رَبِّي في موطن الربوبية (بأرض الله أو في الدنيا) , مُظْهِرِي لخدمة دين النبي صلي الله عليه و سلّم
وَإِنَّ حُرُوفَ الْمُحْكَمَاتِ: القصائد
أَدِلَّتِي: الآية التي يُتعرف بها عليَّ (و إنّي في كلامي قد حضرتُ)

المعني:
أُشَاهِدُ: شهود ذاتي صرف
مَحْبُوبِي: الذات الإلهية
وَأَشْهَدُ: من الشهادة رأي العين, (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) 185 البقرة, (وَإِنْ هُوَ صَامَ الشَّهْرَ فَالدَّهْرُ دُونَهُ) (422 ق 1) الشهر حضرة النبي الدهر الله سبحانه و تعالي.
فَضْلَهُ: حضرة النبي صلي الله عليه و سلّم: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) 58 يونس, وَغُمَّ: ستر و حجب الشهود, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ " عَلَى غَيَرِي: من أهل السير
بِغَيْبِ الْغَمَامَةِ: غيب الشهادة, دون غيب الذات, قال تعالي: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) * (إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ .... ) 26 و 27 الجن (غيب الذات).

المعني:
وَغَيْبَةُ قَدْرِ الْمُصْطَفَى عَنْ عُلُومِنَا بِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ: الآية: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) 26 الجّن, غيبهِ – الهاء المتدلية - غيب الهويّة النبوية
إِنْ شِئْتَ فَاصْمُتِ: إِنْ شِئْتَ (أن تعلمه) فَاصْمُتِ ..... و تابع قوله (فَأُنْزِلَهُ فِي غَيْبِهِ .... )

المعني:
فَأُنْزِلَهُ: أُنْزِلَ (هُ): أُنْزِلَ: فعل ماضي مبني للمجهول (نحواً). (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ) , تنزّل الغيب النبوي من كنز العما (الحقيقة المحمّدية) (1,2 ق 19): يَا نِعْمَ مَا طَلَعَ الْجَمَالُ مِنَ الْعَمَى *** نِعْمَ الظُّهُورُ وَجَلَّ مَنْ يَغْشَاهُ
سِرٌّ عَلَى كُلِّ الْعِظَامِ وَإِنَّهُ *** بِظَهُورِ غَيْبِ الذَّاتِ مَا أَفشَاهُ
فِي غَيْبِهِ: في غيب الأحدية
كَتَنَزُّلٍ: كاف التشبيه, (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سَلاَمٌ هِيَ: الآية: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) 5 القدر سِينُ السَّلاَم بِقَبْضَةِ: تنزل النور النبوي من قبضة النور, و كنّي عنه بالسين, في مرتية اللاتعينية, حين تنّزله من كنز العما: هُوَ السِّينُ وَهُوَ الْهُو كَذَا الْهَاءُ وَالأَنَا *** هُوَ الْقِدَمُ الْمَشْهُودُ وَالْغَيْبُ سَائِرُ (12 ق 21)
وَهُوَ الْمُكَنَّى غَائِباً *** بِالسِّين يَسْبِقُهَا النّدَا (14 ق 11)

المعني:
وَإِنّيَ: الواو للعطف, إِنّيَ: باطن الشيخ, الهوية النبوية.
مِنْ: حرفَ الجرِّ "مِنْ" من معانيهِ ابتداءُ الغايةِ المكانيّةِ, أصل موطن القصائد
آي الْقُرآنِ: آي و آِيات جمع آية,
لَمُسْتَقيٍ: اللام للتوكيد, مُسْتَقيٍ: مُسْتَقيٍ فاعل من استقى يَسْتَقيٍ أي آخذ من شرابها, شراب الوصل كلمات و معاني و أحكام و سير و تصاريف. و قال رضي الله عنه: كِتَابٌ كَرِيمٌ جَدُّهَا مِنْ أَبٍ لَهَا *** وَمَوْئِلُهُا مِنْ بَطْنِهِ تَشْرَحُونَهَا (9 ق 32) وَإِنَّ صُوَاعَ الْمُصْطَفَى لَسِقَايَتِي: صُوَاعَ الْمُصْطَفَى: (الألف) , باطن الهويّة النبوية, المشار إليه بقوله تعالي: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) البقرة, لَسِقَايَتِي: اللام للتأكيد, سِقَايَتِي موطن شرابي, أي: من نور غيب الأحدية. يقابله (الباء) باطن الهويّة الألوهية موطن تنزّل القرآن الكريم. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ". و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه: لَهَا الْمَعْصُومُ أَصْلٌ وَهُوَ جَدِّي *** ومِنْ نُورِ الْعَبَاءَةِ قَدْ كَسَاهَا (14 ق 23)

المعني:
فَأَعْبُدُ: الفاء للاستئناف, أَعْبُدُ: عُبودة (مراتب العبادة: عبادة-عبودية-عبودة).
مَنْ لاَ يَعْبُدُ النَّاسُ: من موطن الأحديّة, الآية: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ), قال رضي الله عنه (1,2 ق 83): أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا *** مَا بَيْنَ قَابَيْ حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ
تِلْكَ الْحُضَيْرَةُ يَا بُنَيَّ مِزَاجُهَا *** عِنْدِي وَهَذَا مَا أَسَرَّ حَبِيبِي
عِنْدَمَا يَكُونُ إِلَهُ النَّاسِ: سورة الناس: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (عبودة) * مَلِكِ النَّاسِ (عبودية) * (إِلَهِ النَّاسِ) (عبادة)
خَوْفَ الْحَنِيَّةِ: الْحَنِيَّةِ موضع منطلق السهم ما بين قابي القوس. إختصاصه رضي الله عنه دون أهل المقام بقابلية تحمّل التجلّي الذاتي الصرف, وراثة محمّدية صرفة لأن صاحب هذا المقام هو حضرة المصطفي صلّي الله عليه و سلّم. قال رضي الله عنه: تَعَاظَمَ مَعْبُودِي وَخَابَ مَنِ افْتَريَ *** وَأَعْبُدُ رَبِّي فِي إِبَاءٍ وَعِزَّةِ (279 ق 1). و قال رضي الله عنه: وَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ يَقُولُ رَبىِّ *** وإِيَّايَ ارْهَبُوا فَأَنَا الْجَلِيّ (12 ق 30)

المعني:
وَأَشْرَبُ مِمَّا: من حرف جر و ما اسم موصول يفيد العموم
يَشْرَبُ النَّاسُ: النَّاسُ أولو المقامات العُلا, أهل مرتبة الإحسان, في قوله رضي الله عنه: وَالشَّاربُونَ أُولُو الْمَقَامَاتِ الْعُلاَ *** وَالْمُصْطَفَى مِنْهُمْ حَمِيلُ الأَمَانَةِ تَارَة: التَارَة الحين, زمن كل رئاسة من الرئاسات
وَأَشْرَبُ مِنْ شِرْبِ الْمُلوكِ: شِرْبِ الْمُلوكِ: الشراب الخاص بالملوك و هو (شراب الوصل). جمع مَلْك أو مَلِيك و هي في النحل اليعاسيب التي تقتاده للشراب. الملوك الأقطاب.
بَحِضْرَتِي: زمن رئاستي, الآية: (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) 155 الشعراء, و الناقة إشارة للطريقة.

المعني:
تَعَاظَمَ: عظم علي كل شئ
مَعْبُودِي: يقابل العبد, أي من تحققت بعبادته بمرتبة العبودة
وَخَابَ مَنِ افْتَريَ: فَرى فلان كذباً، إذا خلقه. و في الآية (قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) 65 طه, الافتراء بظن الحلول و الاتحاد:-
قال رضي الله عنه في الأبيات 21 - 23 ق 67: إِيَّاكَ نَعْبُدُ رَبَّنَا وَإِلَهَنَا *** يَوْمُ الإِلَهِيِّينَ فِيكَ سُنُونُ
لاَ عَنْ حُلُولٍ وَاتِّحَادٍ إِنَّمَا *** دَعْوَى الْحُلُولِ وَالاِتِّحَادِ طَعُونُ
فالْعَبْدُ وَالْمَعْبُودَ لاَ يَتَشَاكَلاَ *** مُتَجَانِسَيْنِ وَيَصْعُبُ التَّخْمينُ
وَأَعْبُدُ رَبِّي: أَعْبُدُ (فعل مضارع) يفيد استمرارية الفعل – العبادة – ديمومية العبادة, رَبِّي, الآية: (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) 51 آل عمران, الربّ المستوجب للعبادة و لذلك كانت هيمنة الربوبية أعلي من هيمنة جميع الأسماء الإلهية
فِي إِبَاءٍ وَعِزَّةِ: إِبَاءٍ بلا غيرية, َ عِزَّةِ في حميً منيع لا يوصل إليه

المعني:
وَأَكْرَعُ: في لسان العرب: كَرَعَ في الماء يَكْرَعُ كُرُوعاً وكَرْعاً: تناوله بِفِيه من موضعه من غير أَن يشرب بِكَفَّيْه ولا بإِناء. يعني يتلقي الفيض كفاحاً
مِنْ فَيْضِ الْكَرِيمِ: الفيض ما لا حد له من العطاء, الكريم: العطاء الأوفي يكون من الكريم: (عطيّة من كريمٍ).
تَفَضُّلاً: أبتغي الفضل
وَيَشْربُ: لأن سقايتهم بيدي فبالنسبة لهم شراب (هو يكرع: يتلقي مباشرة)
أَهْلُ الْعَصْرِ: أولياء زمانه (العصر بالتعريف: زمن طريقة سيدي إبراهيم)
بَعْضَ بَقِيَّتِي: بعضها و ليست كلها, و بقيتي بمعني ما أبقيت فله صفة البقاء. (لذا فبقائي من قديم بقائه).

المعني:
وَأُخْبِرُ: والخَبَرُ ما أَتاك من نَبإِ عمن تَسْتَخْبِرُ, و لكوني خبيرٌ’ قال تعالي: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) 59 الفرقان عَمَّا لَمْ يَرَ النَّاسُ: لأني رأيت
مِنَّةً: المنّ العطاء من غير مقابل
وَإِنّيَ: ظاهر الأنا (أنانيتي) المتنزلة (ي) في الخليفة الوارث
فِيهِ: المتجلّي علي بشهود ذاته
كَاتِمٌ للِشَّهَادَةِ: لا أفصح عنها (و لكن أخبر) أعرّف, و هذا هو العلم الذي أمر حضرة النبي صلي الله عليه و سلم بكتمانه من العلوم الثلاثة التي أعطيها ليلة الإسراء و المعراج, علم أمر بتبليغه (الشريعة) و علم خيّر فيه (علم الحقيقة – يعطيه لم يشاء) و علم أمر بكتمانه (غيب الذات) , بالإضافة يعلمه لكبار الأولياء.

المعني:
يُهَاجِرُ: يترك المكان إلي مكان آخر
عِنْدِي: معني (يُهَاجِرُ) عِنْدِي, في طريقتي
مَنْ إِلَى اللَّهِ وَجْهُهُ: الآية: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 79 الأنعام, توحيد الوجهة
وَمَاتَ: الآية: (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) 84 التّوبة, مَاتَ: أي عّدّ من أهل النفاق
مُرِيدُ الْغَيْرِ: حديث أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امريء مانوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم مِنْ غَيْرِ هِجْرَةِ: فقد معيّتي في الهجرة مع المصطفي صلّي الله عليه و سلم, قال: وَتَمَّ لِي هجِرَةٌ فِي طَى هجِرَتِهِ *** وَأَصْبَحَ الآلْ وَالأَصْحَابُ أَنْصَارِي (10 ق 33).

المعني:
وَأَقْبَحُ مِمَّنْ يَدَّعِي الْعِلْمَ: مَنْ يَدَّعِي الْعِلْمَ – قبيح و لكن هناك من هو أقبح منه, من لا ينسب العلم إلي أهله و ينسبه لنفسه. أَلاَ إِنَّ نُكْرَانَ الْجَمِيلِ كَبِيَرةٌ *** كَذَلِكَ دَعْوَى الْعِلْمِ أَقْبَحُ تِرَّةِ (95 ق 1) مُنْكِرٌ لِبَعْضِ حُرُوفٍ: المُنْكِرٌ من يجهلَ الشئ مع علمٍه به, الآية: (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) 58 يوسف. البعض: الجزء اليسير, الآية: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) 85 البقرة مِنْ قُطُوفِ قَصِيدَتِي: قُطُوفِ كلمات (مأثورتي و قطوفها كلماتي) , وَتَجَنَّبُوا إِنْكَارَ حَرْفٍ وَاحِدٍ *** عَزْلُ الْكِرَامِ مَزَلَّةُ الأَقْدَامِ (51 ق 15)

المعني:
فَإِنَّ: فاء الاستئناف, إنّ للتوكيد
ضِيَاهَا: الهاء راجعة للقصائد. الآية (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) 5 يونس. الضياء النور الساطع من المصدر.
مَا بِهِ الأَرْضُ أَشْرَقَتْ: الآية: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) 69 الزمر, الأرض أرض الله (موطن الطريقة) , أنارت الأرض بضوء القصائد.
وَإِنَّ سَنَاهَا: السَناءٌ: ضَوْءُ القَمَرِ, نور القصائد
مِنْ سَنَا الأَحَدِيَّةِ: من نور حضرة غيب الأحديّة, موطن نزول القصائد.
285 - 287 ق 1:
أبيات في النذير: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) 8 الفتح

المعني:
وَلَمْ يَكُ: لَمْ للنفي, يَكُ من يكُون تحذف النون جوازاً من مضارع كان بشروط منها أن يكون الحرف الواقع بعد النون متحركا (الميم من مَرْفُوعُ).
مَرْفُوعُ الْمَقَامِ: رفع الله مكانته
تَحُطُّهُ: الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ
شَنَاءَةُ: الشَّناءة: البُغْضُ
وُضَّاعِ الكَلاَمِ: الذي شأنه حطّ الكلام
بِسُبَّةِ: السُبَّةِ قطع الرحم أو الصلة
القصد: من يتطاولون علي الشيخ و الخليفة الوارث

المعني:
فَكُلُّ: كُلُّ أي الأجزاء مجتمعة بلا استثناء
وَضِيعٍ: منحط المكانة
لَوْ رَبَا فَوْقَ رَبْوَةٍ: مهما علا شأنه
فَمَا هُوَ إِلاَّ مُمْعِنٌ فِي الْوَضَاعَةِ: لا يزداد إلا وضاعة و هوانا

المعني:
وَإِنَّ: للتوكيد
ضِيَاءَ الْحَقِّ: الضِيَاءَ النُّور الذي يهدي, الْحَقِّ خلاف الباطل, قال رضي الله عنه: الْحَقُّ أَبْلَجُ وَالْحَقَائِقُ فِي يَدِي *** وَإِذَا الْتَقَيْنَا تُهْزَمُ الأَحْزَابُ (6 ق 45) لِلْعَيْنِ ظَاهِرٌ: عين القلب, البصيرة
تَبُوءُ بِهِ: تتحمل وزر النكران
نُكْرَى الْقُلُوبِ الْعَمِيَّةِ: المنكرة, العمياء البصيرة.

المعني:
يُنَادِمُنِي حِبِّي: النَّدِيمُ الذي يُرافِقُك ويُشارِبُك, يقول سيدي فخر الدين (8,9 ق 12): لَوْ يَرَى النَّاسُ بَعْضَ بَعْضِ مَذَاقِي *** إِذْ سَقَى كَأْسَهَا نَدِيماً نَدِيمُ
لَتَوَاصَوْا بِمَا حَوَتْهُ نَجَاةً *** قُوَّةٌ حَوْلُهَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
حِبِّي: (أحبّه و يحبّني) و هو حضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم, ر خاص (فوق الزيادة) من حضرة النبي صلّي الله عليه و سلّم لسيدي فخر الدين رضي الله عنه.
فَأَكْتُمُ سِرَّهُ: لا أفشي سِرَّهُ. سِرَّ هُويته
وَبَعْدَ مَزِيدِي طَالِبٌ للِزّيَادَةِ: الآية (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (26 يونس), الشيخ طلب زيادة فوق الزيادة (منحة خُصصت له) , و أُعطي, قال رضي الله عنه, في وصف خفايا شراب الوصل: هِيَ الإِحْسَانُ مِنْهَا مَحْضُ فَضْلٍ *** وَفَيْضُ زِيَادَةِ الْحُسْنَى جَزَاهَا (13 ق 29)

المعني:
وَإِنَّ: توكيد
أَمَانِي: من دخل البيت الحرام كان آمناً و كذلك من دخل في حصني كان آمناً
لِلأْحِبَّةِ: من أحبّهم و يحبونني
عِنْدَمَا تَكُنْ: فعل مضارع يفيد الاستمرارية, متي وقع البلاء
عُمُدُ الأَحْكَامِ: الأهم و الأجلّ شأناّ
عَمَّ الْبَلِيَّةِ: إنتشارها و عمومها
تكن: فعل مضارع لكان و كان ترفع المبتدأ و تنصب الخبر
المبتدأ: عُمُدُ الأَحْكَامِ, الخبر: عَمَّ الْبَلِيَّةِ
أي إن أماني للأحبة عندما يكون إنتشار البليّة هو الأخطار الجسام
عَمَّ الْبَلِيَّةِ: هو هجر القرآن الكريم, قال رضي الله عنه: عَمُّ الْبَلِيَّةِ هَجْرُ مَنْ لاَ يَفْقَهُوا *** لِكِتَابِ رَبٍّ عَالِمٍ عَلَّامِ (31 - ق 15) يقول تعالي: (يوم يقول الرسول يا ربّي إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) موطن الأمان: تدارس القصائد لأن أحد مهامه ربطك بالقرآن الكريم فتنأي عن هجره.

المعني:
وَإِنَّ: للتوكيد
كَلاَمِي: شراب الوصل جملةً (القرآن كلام الله)
عِنْدَ ذِي الرَّانِ: الرَّانِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة ,,, الخ الحديث. و هو حجاب بين عين البصيرة القلب (يسار الصدر) و الروح (مركزها يمين الصدر) يكون شفافاً عند المولود الصغير و تسوده نقاط سوداء كلما أذنب الإنسان إلي أن يتعتّم فتحجب بصيرته, الآية: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) 14 المطفّفين غُصَّةٌ: غَصِصْت بالماء إِذا شَرِقْت به أَو وَقفَ في حَلْقِكَ فلم تكدْ تُسِيغُه. الفاقد للبصيرة أي حجب عن المشاهدة لا يستسيغ كلامي.
وَعِنْدَ أُولِي الأَلْبَابِ: اللُّبُّ: العَقْلُ، والجمع أَلبابٌ, الآية: (هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) 54 غافر, أهل المشاهدة. قال رضي الله عنه: غَدَا اللُّبُّ فِي سَفَرٍ يُقِيمُ بِحُسْنِهِ *** وَقَدْ عَزَّتِ الأَسْفَارُ وَالْوَجْهُ سَافِرُ (21 ق 21). كَأْسُ الطَّلِيَّةِ: الطِّلا و الطَّلِيَّةِ الشراب. الكَأْسُ ما يُشرب به. أي القصائد مبانيها الوسيلة و معانيها الشراب. قال رضي الله عنه (1,2 ق 9): كَلَّتْ مَبَانِي مَا أَقُولُ عَنِ الَّذِي *** أَرْمِي إِلَى مَعْنَاهُ أَوْ إِثْبَاتِهِ
قُلْتُ الْمَعَانِي فِي عَظِيِم بِنَائِهَا *** كُلٌّ يَرَى قَوْلِي عَلَى مِرْآتِهِ

المعني:
البيتان متصلان مع بعضهما, حيث الشرط في البيت الأول للأداة الشرطية (لَوْ) هو جملة (بَدَا) في البيت الأول و جواب الشرط هو جملة (لَيَحْمِلُ) في البيت الثاني.
فَإِنَّ: توكيد
شَدِيدَ الْبَطْشِ بِاللهِ: المعني به اسيدي فخر الدين قال تعالي: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) البروج 12, و الشيخ قائم بالله
لَوْ: شرطية
بَدَا: ظهر
سَقِيَمَ عِظَامٍ: جملة شرطية, أي ضعُفت عظامه, لأنه ((خّفِي)) لا يدري مقامه, و لأن الجملة شرطية لأداة الامتناع (لو) فإن واقع الحال أن ذلك ليس كذلك, أي أنه ليس سَقِيَمَ عِظَامٍ.
مُمْعِناً: الإمعان هو السير إلي العميق أو الإبعاد فيه
فِي الضَّوِيَّةِ: الضَّوّى: دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةِ الجِسْمِ خِلْقَةً، وقيل: الضَّوَى الهُزالُ

المعني:
لَيَحْمِلُ: اللام هي اللام المصاحبة لجواب شرط (لو)
مَا لاَ تَحْتَمِلْهُ رَوَاسِخٌ: يحملُ مَا لاَ تَحْتَمِلْهُ (رَوَاسِخٌ) و الرواسخ هي لفظاً الجبال. أي أنه يحمل ما لا يحتمله الأوتاد جملةً و معروف أوتاد الأرض عددهم أربعون لا ينقصون في أي زمان. قال تعالي (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) النبأ 7 وَإِنَّ بَنِيِهِ: أبناء طريقته
وَاحِدٌ: البعض جملة, لا فرق بينهم
كَالسَّرِيَّةِ: الكاف للتشبيه, السَّرِيَّةِ: هي الوحدة من الجيش المقاتل, أي أنهم يدفعون بقوة رجلٍ واحدٍ هو قائدهم, طاعةً و عدّة و دراية بفنون القتال (الأوراد) التي علّمهم إيّاها
ملاحظة: الشيخ ورّد الأوراد, أبناء الطريقة يقرأوها و ملائكتها مسخّرة لخدمة الطريقة و زمن الطريقة, و لتحصين قارئها و من حوله و لهداية الناس.

المعني:
وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ: في معيّة رسول الله صلي الله عليه و سلم
فَالْفَرْدُ: الذي لا نظير له
سُويً: مكان سُوىً، أي مَعْلَمٌ قد عَلِمَ القومُ الدّخولَ فيه والخروج منه. يتنقل في الغيوب غدوّاً و رواحاً أو صعوداً و نزولاً
لِيَهْنَأَ عَيْشاً: هناء العيش و طِيب العيش عندهم يعني لذة المشاهدة
تَحْتَ عِزِّ الْمَعِيَّةِ: في معيّة رسول الله صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: ( .. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ,,) المنافقون 9

المعني:
فَإِنَّ: للتوكيد
لَدَيْهِ: عنده, راجعة إلي حضرة سيدنا النبي صلّي الله عليه و سلّم, البيت السابق: وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَالْفَرْدُ فِي سُويً *** لِيَهْنَأَ عَيْشاً تَحْتَ عِزِّ الْمَعِيَّةِ آيَةَ اللَّيْلِ تَنْمَحِي: الآية: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً) 12 الإسراء, المشاهدة
وَيَسْتَوِيَانِ صُبْحُهُ بِالْعَشِيَّةِ: صُبْحُهُ (الشهادة بالعين) و الْعَشِيَّةِ (المشاهدة بالبصيرة). صُبْحُهُ الظاهر (الخليفة الوارث) و الْعَشِيَّةِ (سيدي فخر الدين) الهويّة المستترة في الخليفة الوارث. قال سيدي فخر الدين: مَنْ رَأَىنِي لَدَيْهِ فَازَ بِسِرّى *** فِي جَنَى جَنَّتَيْهِ سِرٌّ كَتِيمُ (13 ق 12). و قال سيدنا الإمام علي كرّم الله وجهه: (لو كُشف الغطاء ما ازددتُ يقيناً).

المعني:
و: كل واو في أول كل بيت في التآئية واو عطف, لأنه لا يزال رضي الله عنه يعدد لنا شمائله ليعرفنا به, مثلما تقول: كذا و كذا و كذا .... و في ذلك استلطاف مهيب, إذ يلذ للقائل و السامع, كأم تؤانس طفلها و هي تمسح عل رأسه بيدها العطوفة.
وَمَا كُلُّ مُوصٍ: وْصَيْتُ إِليه إِذا جعلتَه وَصِيَّكَ, إلا ذلك الذي يعلم ما سيفعل وصيّه من بعده في الوصيّة, علم تحقق, من أدرك السابق و اللاحق
وَصِيُّةُ: الوَصِيُّ الذي يُوصي والذي يُوصى له، يعني سيدي الشيخ إبراهيم رضي الله عنه و أرضاه
وَمُنْذُ خَلِيلِ اللَّهِ: (و هنا إشارة خفيّة) سيدي الشيخ إبراهيم رضي الله عنه, و خَلِيلِ اللَّهِ هو سيدنا إبراهيم عليه السلام, (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ... ) البقرة 132 نِعْمَ الْوَصِيَّةِ: نِعْمَ, أصلها مشتقة من النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة, نِعْمَ الْوَصِيَّةِ: مصدر كل النعيم, قال تعالي: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) التكاثر 8, و أكبر نعيم هو الهداية, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه: و تمّت نعمةٌ كبري علينا *** فقد آتيت أنفسنا هُداها
و كُنّا ذاكرين و قد ذُكرنا *** و هذي نِعمةٌ أخري نراها

المعني:
وَوَصَّيْتُ إِبْرَاهِيمَ: و ما هو إلا فلذتي و عطيّتي
أَنِّي اصْطَفَيْتُهُ: أَنِّي: من باطن حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, اصْطَفَيْتُهُ: صَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ: خالِصُهُ, والاصْطِفاءُ الاخْتِيارُ، والصَّفِيُّ: الخالِصُ من كلِّ شيءٍ. واصْطفاه: أَخذَه صفيّاً.
وَكُلُّ نَجَاةٍ: النَّجاةُ: النَّجاءُ: الخَلاص من الشيء، نَجا يَنْجُو نَجْواً ونَجاءً، ونَجاةً، و هي كذلك النَّجْوة من الأَرض لا يَعلوها السيل.
كَتْمُ سِرِّ النَّجِيَّةِ: الكَتْم: ضد التسريب, عدم الإفشاء, سِرِّ النَّجِيَّةِ: ما سُرّ به في لقاء المتناجين, أي: أن كلّ النجاة للمتناجين هي كتم ما بينهم من سر. قال: أورثته سرّاً عليه لثامي, أودع السرّ و السرائر غيبٌ. أي أن سرّ إصطفائي للشيخ إبراهيم كان سرّ نجوي بيني و بينه, و لن أفصحِ أو يصفحَ عنه.

المعني:
وَفَّيْتُ: أتممت, قال تعالي: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم 37 الْخَليلُ: سيدنا إبراهيم عليه السلام
قَدْ ابْتُلِي: ابْتَلَيْته بمعني اخْتَبَرْته، و أي اختبار يأتي بعده تقدير, إما تصعيد بعد النجاح أو تنزيل حال فشل. و البيت يرد إلي قوله تعالي: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) البقرة 124, و حاصله أن سيدنا ابراهيم قد جاز الاختبار بتقدير مميز جعل جائزته أن صار إماماً يؤتم به
ما هي الكلمات؟ قال تعالي: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) التوبة 114, و ذلك أنه أتم الذكر بالإسم (أه) ذكر الهو المجردة, و هذا ما عناه الشيخ فقد أتم ذلك الذكر بما استحق به الإمامية
فَصِرْتُ إِمَاماً: الأمُّ، بالفتح: القَصْد. أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛ والإِمامُ من يؤتمّ به و يُقتدي به, والإِمامُ المِثالُ من يأتي الناس علي أثره
ذَا مقَامٍ عَلِيَّةِ: المقام المنزلة و لذلك وصفها بالعليّة و العليّ و العليّة ما لا يُعلي عليه, يقول رضي الله عنه: و إنّي ظِلُّ نُورٍ مِن عَليٍّ *** و مِن قَولٍ سَدِيدٍ ما انحَسَرتُ

المعني:
وَأَوْفَيْتُ كَيْلِي وَالتَّصَدُّقُ شِيمَتِي: وَأَوْفَيْتُ كَيْلِي: كمال العطاء من سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, وَالتَّصَدُّقُ شِيمَتِي: أعطي الزيادة, أكمّل سيره فوق مراتب الإحسان. الآية: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) 86 يوسف وَقُسّمَ فَضْلِي قِسْمَةً بِالسَّوِيَّةِ: الفّضل: كمال العطاء, قِسْمَةً بِالسَّوِيَّةِ: بالتساوي, قال رضي الله عنه: وَإِنِّي قَاسِمٌ وَاللَّهُ مُعْطِي *** وَهَذِي آيَتِي وَلِيَ الْفَخَارُ (14 ق 31)

المعني:
وَأَعْتَصِرُ الْقُرْآنَ: اعْتَصَرَه: استخرج ما فيه، الآية: (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) 49 يوسف. حَدّاً وَمَطْلَعاً: روي ابن مسعود قال قال رسول الله صلّي الله عليه و سلّم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع) رواه بن حبان. الحدّ غاية المعني, المطلع: بداية سلّم الصعود إلي المعني.
وَكُنْيَةُ فَخْرٍ: واو المعيّة, الكُنية: للتعظيم و التوقير و تقوم مَقام الاسم فيعرف صاحبها, الفَخْرُ والفَخار التمدُّح بالخصال والافتِخارُ وعَدُّ القديم. لما هو عليه و ما سبق. قال رضي الله عنه: وَمِنْ قَدِيمٍ لَنَا عِزٌ وَمَفْخَرَةٌ *** وَبَيْنَ أَحْبَابِنَا صَحَّتْ رِوَايَتُنَا (37 ق 35) و قال رضي الله عنه: وَكَمْ فِي السَّابِقِينَ صَنِيعُ فَضْلٍ *** وَكَمْ غِرٍّ سَنُورِدُهُ لَظَاهَا (19 ق 29) مَا لَهَا مِنْ سَمِيَّةِ: ليس هناك أي نظيراً يستحقُّ مثلَ اسمه، قال تعالي: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) 65 مريم 300 - 324 ق 1:
(مراجعة القصائد و ماذا فعل الأخوان بها)

المعني:
كَمْ مِنْ فُهُومٍ مَادِحَاتٍ لِي وَقَدْ ذَمَّتْ: وَلاَ تُضِيفُوا بِحُسْنِ الظَّنِّ مَنْقَصَةً *** وَأَيْمُنُ اللَّهِ مَا خَفَّتْ مَوَازِينِي (34 ق 37)
وَلاَ زَعْمٌ بِأَنِّي زِيدَ قَدْرِي *** فَقَدْرِي لَيْسَ يَنْقُصُه الْمَزِيدُ (20 ق 42)
وَمِنْ دُبُرٍ قَمِيصِيَ قَدَّتِ: (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ) 27 يوسف, يعني: إنني برئ من تلك الفهوم كبراءة سيدنا يوسف عليه السلام من مراودة إمرأة العزيز.

شراب الوصل کی کونسی بیت نمبر تلاش کرنی ہے ؟

طریقہ برہانیہ کی تجدید سوڈانی شیخ مولانا محمد عثمان عبدو البرہانی نے کی (1902-1983)۔ اس کی قیادت کو شیخ محمد عثمان عبد البرہانی سے اپنے بیٹے شیخ ابراہیم (2003) میں اور اس کے بعد اپنے پوتے شیخ محمد کے پاس لایا گیا ہے۔

رابطہ کریں

ہاؤس نمبر1524، گلی 41A, فیز4، بحریہ ٹاؤن، اسلام آباد، پاکستان۔

info@burhaniya.pk  |   +92 312 00 1 2222