شراب الوصل (401 - 423)

المعني:
وَيَمْنَحُهُ: راجعة لحضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم
تَفْصِيلَ مَا كَانَ مُجْمَلاً: (كتاب الألف) ما كان مجملاً في حضرة التعيين الأول غيب الأحدية و ما عبر عنها بالقلم (أول ما خلق الله العقل الأول) (أول ما خلق الله القلم) (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) كتاباً قرأنا و المعلّم أحمدٌ ... ألا كيف لا يُقي الذي هو كاتبُ وَيُسْمِعُهُ فَضْلاً: يفضله بسماع أهل بطون الهوية
هذا يحدث في بطون الهوية بين حضرات الأسماء الإلهية بين كل اسم و اسم هناك مرحلة حيرة و تسمي بحر الهو يتلقي السالك فيها فقه الاسم القادم من حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم
حِوَارَ الأَجِنَّةِ: الأَجِنَّةِ هم الأولياء في بطون الهوية
يسمع تلقينهم فقه الأسماء
و سيدي ابراهيم الدسوقي هنا يقول: مشائخكم أطفالنا و كهولكم ... أجنّة جهلٍ في بطون الهويّة

المعني:
وَيُقْرِئُهُ: وجود واو العطف يعني الفعل يرجع لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم
يُقْرِئُهُ: ينطقه بقراءة الكتاب و المعني أن حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم يقرئ سيدي فخر الدين
مِنْهُ: هو الأصل
وَيُقْرِيهِ عِنْدَهُ: َيُقْرِيهِ من القِري و هو إكرام الضيف
عِنْدَهُ: عند من العنديّة و تفيد الفناء فيه
وَيَجْعَلُهُ يَدْرِي: يعطيه خصاصة علم لم يشاع إعطاؤها
بَقَاءَ الْهُوِيَّةِ: تلقين فقه الأسماء للسالكين

المعني:
ثَمَّ: منذ ذلك الحين, ثَمَّ اسم إشارة للمكان البعيد بمعنى هناك مبنيّ على الفتح، وهو ظرف لايتصرف، وقد تلحقه التاء فيقال: ثَمَّة "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ"، مِنْ ثَمَّ: لهذا السبب، منذ ذلك الحين.
يُوَلَّى: رئاسة الولاية
وَالْعِنَايَةُ مَتْنُهُ: تحمله العناية و العناية منحة آل البيت رضي الله عنهم
وَيَجْعَلُهُ: يعطيه خصاصة لم يشاع إعطاؤها
مَتْنَ الْهُدَى: هو نفسه يكون حاملاً للهدي
بِالْمَعِيَّةِ: بمعيّة المصطفي صلي الله عليه و سلم, إنابة عنه

المعني:
وَيُصْبِحُ: من بعد ظلمة الحيرة
نِبْرَاساً: المصباح و السراج
لِمَنْ كَانَ قَلْبُهُ صَفِياً: من صفا من ظلم نفسه و ظلم غيره
يُحْجَبُ: بحجاب النفس و رؤية الغير
عُيُونٍ قَذِيَّةِ: القَذى: ما يقع في العين وما تَرمي به، و قَذِيَّةِ اتصفت بالقذي فحجب عنها الرؤية
يقول سيدي ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه: لقد نظرّت قومٌ بطرفٍ لهم قَذي .... فلم يشهدوا إلا حجاب جمال ذي ظِلاًّ: الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء الشُعاع دون الشُّعاع (فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ) و المعني به هنا الواحد من الأئمة الوارثين القائم بالأمر.
بِظُلَّةِ: والظلة، بالضم، كهيئة الصفة، هو ما أظلّ و المعني بها هنا سيدي فخر الدين رضي الله عنه, لأنه يظلّ كل الأئمة. قال: وَدُرُوبُ السَّيْرِ فِي بَيْدَائِنَا *** دُونَ ظِلِّي كُلُّ أَمْرٍ مُكْفَهِرْ أي الوارث

المعني:
وَيُرْفَعُ ذِكْراً: من قوله تعالي في سورة الإنشراح (و رفعنا لك ذكرك) أي إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي و في الحديث القدسي: ... فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم .... و المعني هنا أنه يذكر مع الحبيب المصطفي صلي الله و سلم في معيّته فيناله من رفع الذكر ما بشر به الحبيب.
وَالْمَلاَئِكُ دُونَهُ: دونه أي أمامه يشهدون ذكر الله له في ملأئهم
وَيُمْنَحُ: منحة ليست بالاجتهاد بل اصطفاءً
قِسْطاً: نصيباً بحسبانه من المعنيين بالقسمة
مِنْ أَخَصِّ الوَصِيَّةِ: وصيته صلي الله عليه و سلم و قد حضره الأجل: (ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به - فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال - أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) الحديث رواه مسلم

المعني:
وَيُمْنَحُ: عطاءً
قَدْراً: مقام ليس له مثيل (لا ترون مثيله)
لاَ بِجَهْدٍ وَهِمَّةٍ: اصطفاءً
لِيُصْبِحَ:
مَأُمُولَ الْقُلُوبِ الْحَظِيَّةِ: يعطي الإمامية لأهل السير

المعني:
نَادَى: النداء ممن هو أعلي لمن هو أدني
نَاجَى: المناجاة ممن هو أدني لمن هو أعلي
البيت يمثل الوسطية بين الحق و الخلق
فأقامه الحق في مقام الخلافة بكل مقتضياتها ممثلا لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم في زمانه
ينادي الوري, فيطيعوا النداء لأنه من صاحب الوراثة الكاملة المتمثلة في التيجان الأربعة (قطب-فرد-جامع-جامع كبير) و من هنا فهو يتصرف من موطن الأمر (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يناجي: صاحب الشهود عند حضرة الذات و هناك يكون أنانيته (أنا) للأنيّة, الأنيّة الوقت, تفيض أنانيته علي الخلق في زمانه

المعني:
سَمَا: رقي
فَتَسَمَّى: يأخذ إسم الموطن
فِي الْحُضَيْرَاتِ: حضرات الأسماء
لِذَلِكَ أَضْحَى: الضحي حال التجلي
الْوَاحِدِيَّةِ: الواحدية حضرة الواحد
و حضرة الواحدية دون أي قبل حضرة الأحدية
و هي موطن وحدة الوجود أو الدّرة البيضاء
وَاحِدَ الْوَاحِدِيَّةِ: عندها يسمي "الواحد: باسمها

المعني:
فَإِنْ هُوَ نَاجَى: من الترقي في الحضرات
الأَحْمَدِيَّةَ: موطن تنزل قبضة النور من حضرة غيب الأحدية, و تعتبر موطن اللاتسمية من مرات الوجود الأربعة و هي:
اللاتعينية: مرتبة العماء
التعينية: مرتبة قبضة النور غيب الأحدية
اللاتسمية: مرتبة تنزل النور من غيب الأحدية (الأحمدية) , و لما كان سيدنا عيسي عليه السلام قد شاهد حضرة النبي صلي الله عليه و سلم في هذا الموطن و لم يشاهده بعد وضوعه بأرض مكة, كان الإسم الذي يعرفه به هو اسمه في تلك المرتبة (أحمد) , و لذا قال (ومبشراً برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد) و لم يقل (محمد)
التسمية: حال مولده صلي الله عليه و سلم بأرض مكة و تسميته محمد
فَإِنْ هُوَ نَاجَى الأَحْمَدِيَّةَ أَحْمَدٌ: عطفاً علي ما ذكر, فإن سيدي فخر الدين في حال ترقيه في الحضرة الأحمدية, إسمه (أحمد).
كَذَا: للدلالة علي احتوائه الأنا النبوية
تَنَاجِي الْهُوِيَّةِ: الهوية النبوية (مرحلة الهو) أو (بحر هو) هي موطن الحيرة في السير بين مراتب الأسماء الإلهية, حيث يتلقي (مناجاة) الأولياء فقه مرتبة الإسم التالية من حضرته صلي الله عليه و سلم
هُوَ هَاءٌ فِي تَنَاجِي الْهُوِيَّةِ: في تلك المرحلة إسمه رضي الله عنه (هو).
(هو الهو هو)

المعني:
وَإِنْ هُوَ: سيدي فخر الدين
الَّذِي قَدْ أَظَلَّهُ: الأصل حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا) الفرقان 45, الظل هو الوارث النبوي
يَكُونُ عُبَيْداً: حين تأتي المناجاة من حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم له, فهو يتذلل و يعبر عن نفسه بعبارة (عُبَيْد) و لا يقول عبداً
صَاحِباً: في هذه الحالة يكون صاحباً و تابعاً لحضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم
فِي الْمَطِيَّةِ: نهج حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم

المعني:
وَإِنْ هُوَ: سيدي فخر الدين
أَلْقى: نزّل علمه في القلوب
قال تعالي: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) الحج 6 مَا تَلَقَّى: من الحضيرات
مَشَاهِداً: علم تلقاه مباشرة عياناً
لأَنْبَتَ هَدْياً: الهدي يحي القلوب فتنب المعرفة
قال تعالي: ( .............. وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) الحج 5 قُلُوبٍ خَلِيَّةِ: خلت من العيوب و من الأغيار

المعني:
كَذَلِكَ: الكاف للتشبيه تفيدنا بأن أمر تلقيه تبع ما تلقي حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم.
يُلْقِي الرُّوحَ: التجلّي
مِنْ أَمْرِهِ: من موطن الأمر و هو أعلي المواطن و موطن تصرف القطب الفرد الجامع الكبير, قال تعالي: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي .... ) الإسراء 85 عَلَى فُؤَادِ عُبَيْدٍ: الفؤاد محتوي للقلب, محل التجلّي, و عُبيد يشير بها إلي نفسه, أي سيدي فخر الدين رضي الله عنه
فِي مَرَائيٍ جَلِيَّةِ: شهود تام (ما زاغ البصر و ما طغي)

المعني:
رَقَى: السير في مراتب الأسماء
تَرَقَّى: السير بالجذبات بعد مراتب الأسماء, أي بعد سدرة المنتهي
فَالْتَقَى الكُلُّ عِنْدَهُ: أصبح هو الكل الجامع
عُبّدَ: أُعطي مرتبة العبودية
فِي الإِصْبَاحِ: في السفور, جلوةً (ظاهر)
ثُمَّ الْعَشِيَّةِ: في التستر, خلوةً (باطن)

المعني:
وَأُزْلِفَتِ: أَزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه
الْجَنَّاتُ: نقول الجِنان لتبيين عموم الصنف, و الْجَنَّاتُ لتبيين تعدديتها, و في القرآن: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) ق 31, هنا قرّبت منه كل الجنّات فهي السبع جنّات المعروفة زائداً جنّتي المعرفة و القرب
بَدْءاً: حين بدايتي في عالم الوجود
وَخَاتِماً: حين يأتي اليوم الآخر
و تقريب الجنّات منه ليخدم دين النبي صلي الله عليه و سلم, قال تعالي (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) ق 35 وَفُصّلَتِ الآيَاتُ: الآيات أهل حضرة الجمع, فُصّلَتِ بمعني قسمت عليهم رئاسات الزمان
بِالسّرْمَدِيَّةِ: بما أعطوا من صفة البقاء, قال رضي الله عنه: تبارك من أفني الدهورَ بقاؤه ... يقلّبُنا في عزّةٍ سرمديةٍ

المعني:
وَأُحْكِمَتِ: المُحكم هو المُجمل, قال تعالي: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ...... ) العنكبوت 49 و قال تعالي: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ... ) آل عمران 7, كل علم القرآن في صدره رضي الله عنه, و إنما علي المعني الذي أراده الله سبحانه و تعالي
مُغَشِّي اللَّيْلِ: (و اللَّيْلِ إذا يغشَي) أي يسوقه علي النهار
سِتْرِ الْخَبِيَّةِ: الخَبِيئةُ الشيءُ المَخْبُؤءُ
التأويل: الليل إشارة إلي باطن الهويّة, يستر التجليّات الإلهية, قال رضي الله عنه: وِقَايَةٌ خَلْفَ سِتْرِ الْكِبْرِ يَا كَرَماً *** كَانَتْ لَنَا فِيهِ أَسْتَاراً تُوَارِينَا

المعني:
وَسِيقَ: واو العطف علي ما سبق, سِيقَ: فعل ماضي مبني للمجهول من ساق يسوق فهو مسُوق, و هي أن يؤتي بشئ مترادفاً متراكماً متراصاً متتالياً صيغة (وَسِيقَ) تدلّ علي كثرة المسُوق و إذعانه. (وسيق الذين آمنوا إلي الجنّة زمرا). إِلَيْهِ: سِيقَ العلمُ إليه سوقاً مطرداً أي لم يكلف عناء في السعي إليه بل هو أي العلم هو الذي سعي إليه
مِنْ كُلِّ طَارِقٍ: الطارق هنا لأبواب السماء من نبيّ و وليّ (و السماء و الطارق النحم الثاقب) وَجِيءَ بِهِ: أي بمعراج
الصيغتين: (وَسِيقَ إِلَيْهِ) , (وَجِيءَ بِهِ) توضح أنّه في موطن كرم محض
في شَاهِدِي الأَوَّلِيَّةِ: الذين شهدوا التعيين الأول ممن تخلقوا من نور المصطفي صلي الله عليه و سلم حين تنزل من قبضة النور في غيب الأحدية

المعني:
وَجِيءَ إِلَيْهِ: محض كرم
إِرْبِ: حاجة
بِالْمُنَى فوْقَ إِرْبِهِ: فوق حاجته, قال: نِلْنَا مُنَانَا وضمَا فَوْقَ الْمُنَى دُرَراً *** عَهْداً رَعَيْنَاهُ مِنْ سِرًّ سَرَى فِينَا و قال: وَلِي فِي عَصَا مُوسَى الْمُكَلَّمِ مَأْرَبٌ *** وَلِي فِي يَمِينِ الْمُسْتَجَارِ مَآرِبُ حَفَّ: حَفَّ القومُ بالشيء وحَوالَيْه أَحْدَقُوا به وأَطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا، و يقال: حَفَّ القوم بسيدهم.
أَهْلُ اشْتِغَالٍ: أهل الإشتغال هم أهل الطريق السادة الصوفية, كما علّمنا أن إسم الصوفية الصحيح هو "أهل الله" و شرحه أي "أهل الإشتغال بالله"
بِنِيَّةِ: إذ أن عملهم كله قائم علي "إنما الأعمال بالنيّات", في حديث رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. رواه البخاري ومسلم أي: نيّتهم هي الإشتغال بالله, بلا غرض و لا علائق

المعني:
يُصَنّفُهُمْ: الفعل راجع لصاحب الوراثة المحمديّة الكاملة, سيدي فخر الدين رضي الله عنه, يُصَنّفُ أهل الله (أَهْلُ اشْتِغَالٍ بِنِيَّةِ) , الذين أشار إليهم في البيت السابق: وَجِيءَ إِلَيْهِ بِالْمُنَى فوْقَ إِرْبِهِ *** وَحَفَّ بِهِ أَهْلُ اشْتِغَالٍ بِنِيَّةِ
هَذي *** لِذَاكَ
وَذَا *** لِذِي
وَتِلْكَ *** لِهَذَا
توزيع الهبات بينهم, أي يوزع عليهم الهبات من شراب الوصل.
فِي اجْتِنَاءِ الْجَنِيَّةِ: جَنَيْتُ الثمرة أجْنيها جَنياً واجْتَنَيْتُها بمعنىً. والجنى: ما يُجْتَنى من الشجر وغيره. وثمرٌ جَنيٌّ، على فَعيلٍ: حين جُنيَ. و الجّنِيّة: الثمرة التي تُجني. و المقصود نيل ثمار قصائده شراب الوصل رضي الله عنها. قال: أَنخْتُ بِعِيرِ الْقَوْمِ أُطْعِمُ عِيَرهُم *** وَكُنْتُ مَزٌورَ الزَّائِرِينَ لَمُخْبِتِ

المعني:
وَيَحْفَظُهُ الْقُرآنُ: حال نزل جملة في اللوح المحفوظ
مُذْ كَانَ: منذ الأزل في حضرة التعيين الأول
حَافِظاً: من قوله تعالي: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر 9, هنا لفتة هامة: فاعلم حين يتكلم الحقّ بلسان الجمع, فإن المعني في ذلك هو جل شأنه و خاصته من أنبيائه و أوليائه الصالحين. أي حفظ القرآن بهم, فهو سيدي فخر الدين ممن اصطفوا لحفظ القرآن.
يُلْبِسُهُ: يخلع عليه خلعة يلبسها
الْحَافِظِيَّةِ: امتلاك مقتضيات و تصاريف إسمه تعالي "الحافظ"

المعني:
وَيَجْعَلُهُ الْقُرْآنُ: باشتماله له
جَمْعاً مُفَرَّقاً: جَمْعاً في الحضرة الإلهية (حضرة الجمع) , مُفَرَّقاً (فرقان) في الحضرة النبوية (حضرة جمع الجمع)
وَيَجْعَلُ مِنْهُ وَاحِدَ الأَكْثَرِيَّةِ: تعدد الكثرة في الواحد مثل نواة التمر, تنبت فتثمر التمر الكثير, يعني: إندراج كل أهل الطريقة (السابقين و اللاحقين) فيه. (أنا وحدي).

المعني:
فَإِنْ هُوَ صَلَّى: في باطن حضرة النبي صلي الله عليه سلم في الحقيقة المحمديّة
فَصَّلَتْ مِنْهُ: أي أتت بالتفصيل منه حال و هو في موطن الحقيقة المحمديّة
فُصّلَتْ: سورة فُصّلَتْ:
بدأت سورة فصّلت بالآية (حم): و حم تعني (الحقيقة المحمديّة) ثم قال تعالي: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فصّلت 2 لأَهْلِ قَضَاءِ النَّحْبِ: قَضَاءِ النَّحْبِ ه لقاء الله أي الموت, و ذلك أن السورة انتهت بقوله تعالي: (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ) فصّلت 54 و أَهْلِ قَضَاءِ النَّحْبِ: هم الباقون من أهل الولاية المعنيين بقوله تعالي: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) الأحزاب 23 حُسْنَ الْمَنِيَّةِ: من حيث الإعراب, حُسْنَ مفعول به للفعل فَصَّلَتْ, أي أن التفصيل الوارد هنا يأتي لأهل قضاء النحب, أي فإن الوارث المحمدي (أي سيدي فخر الدين) إن هو صلي في موطن الحقيقة المحمدية, يأتي منه تفصيل ما أجمل في (حم) للباقين من الأولياء الذين فنوا ثم فنوا ثم فنوا ثم بقوا

المعني:
وَإِنْ هُوَ: وَإِنْ (في حال) , هُوَ: إشارة لصاحب الوراثة النبوية الكاملة (الوارث المحمدي)
صَامَ: أمسك عن الغير و السوي
الشَّهْرَ: كناية عن حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم, قال صلي الله عليه و سلم: (شهر رمضان شهر الله عزَّ وجلَّ وهو شهر يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات) , أي أنه أصبح ظاهر النبي صلي الله عليه و سلم
الدَّهْرُ: الذات العليّة, قال تعالي في الحديث القُدسي: (لا تسبّوا الدهر فأنا الدهر)
دُونَهُ: أمامه, إذا أصبح باطنه حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, فهو في مقابلة التجلّي الذاتي الصِرف, لأن التجلي الذاتي الصرف لا يكون إلا لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم
فَذَلِكَ: ذلك للبعيد
خَتْماً: ختم المراتب
مَبْدَأُ: مبدأ التنزّل في الحضرات
الآخِرِيَّةِ: وصولاً لآخر المراتب
هنا نستعين بقوله رضي الله عنه مما ألقاه في دروسه: التدلّي ترقّي
و قيل (و كان يستدل بها و ينشدها):-
إنّ الحبيب الذي ما زلتُ أذكُرُهُ .... يغدُو بطورٍ و يأتيني بأطوارِ
طوراً أره كداجي الليل في ظُلًمٍ ... طوراً أراه منيراً مثل أقمار
طوراً أراه تعالي في تعاظمِه .... طوراً أراه تدلّي تحت أغوار
فالأمر منطمسٌ و الفكرُ منحبسٌ ... و مفردُ الذّاتِ حارت فيه أفكاري

المعني:
وَلَيْسَ بِهَادِي الْعُمْي إِنْ ضَلَّ سَعْيُهُمْ: الفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) أي صاحب الوراثة المحمدية, أي يسري عليه سنة النبي صلي الله عليه و سلم, في أنه مبلغٌ و الهداية أمر إلهي, ألاية (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) النمل 81 فَذَاكَ: إشارة إلي الخليفة علي الأرض
يَقِيناً: بالتحقيق بكل درجات المعرفة لأهل المعرفة في مراتب الدين الثلاث, و القائم مقامها: ترحّلت من علم اليقين لعينه ... إلي حقّه حيثُ الحقيقةِ وجهتي وَارِثُ الرَّاحِمِيَّةِ: بالمؤمنين رءوف رحيم
مبحث إضافي: هذا البيت رقم 423 آخر بيت في التآئية, فإذا كانت التاء عدداً تسوي 400 فيبقي أن هناك 23 بيت جاءت إضافة علي التاء, و هذا العدد 23 يساوي عدد سنين الرسالة, و هذا البيت رقم 23 منها, آخرها يشير إلي ختام أداء التآئية, و لذا يقول, كلمتين:- - إنني بلّغتكم قولي فمن اهتدي فإنما يهتدي لنفسه و من ضلّ فعليها
- إن وارثي لديكم يقوم فيكم مقام الراحمية
تمّ بحمد الله
المجلد الأوّل
شرح كلمات (دقائق) التائية من ديوان شراب الوصل
من موسوعة
شرح دقائق شراب الوصل
لسيدي الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني

شراب الوصل کی کونسی بیت نمبر تلاش کرنی ہے ؟

i

طریقہ برہانیہ کی تجدید سوڈانی شیخ مولانا محمد عثمان عبدو البرہانی نے کی (1902-1983)۔ اس کی قیادت کو شیخ محمد عثمان عبد البرہانی سے اپنے بیٹے شیخ ابراہیم (2003) میں اور اس کے بعد اپنے پوتے شیخ محمد کے پاس لایا گیا ہے۔

رابطہ کریں

ہاؤس نمبر1524، گلی 41A, فیز4، بحریہ ٹاؤن، اسلام آباد، پاکستان۔

info@burhaniya.pk  |   +92 312 00 1 2222