شراب الوصل (301-400)

المعني:
مَاذَا عَسَاكُمْ فَاعِلِينَ بِنَفْحَتِي: نَفْحَتِي: شراب الوصل, عَسَى: تُقال طَمَعٌ وإشفاقٌ (هنا إشفاق) , بعد نزول القصائد كان لابد من دراستها و العمل بها, كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم مع القرآن, قال أبو عبد الرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين، الذين أخذوا القرآن ومعانيه، عن مثل: عبد الله بن مسعود، وعثمان ابن عفان، وتلك الطبقة: حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلمنا القرآن والعمل). وَلَهَا قُطُوفٌ: كلمات
قَدْ دَنَتْ فَتَدَلَّتِ: الآية: (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) 23 الحاقّة, دَنَتْ: في المانحات (موضع تنزّل القصائد) (تنزل في المانعات ثم المانحات) , فَتَدَلَّتِ (لكم).

المعني:
كَمْ مِنْ غَفُولٍ: غَفُولٍ كثير الغفلة, خاوي القلب, يعتمد علي اللسان (اللسان ذكر الغفلة).
بِالْفَصَاحَةِ قَدْ أَتَى: باللغة الصرفة, من غير اصطحاب علم الحقيقة, و التدبّر بالقلب.
يَكْتَالُ مِنْهَا: يطمع في فهم القصائد, الآية: (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) 63 يوسف فالْبَضَائِعُ رُدَّتِ: الآية: (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ) 65 يوسف, غير مقبولة. لا يصل للمعاني العالية.

المعني:
وَلَكَمْ عُقُولٌ: وَلَكَمْ الكثير, إعمال العقل في فهم المعاني (مثل الفلاسفة)
مَسَّ طَائِفُ غِرّهَا: مرّت مرور سطحي (مسّ) , طَائِفُ سريع من غير تأن, غِرّهَا جهلها
مَا أَمْعَنَتْ: لم تدقق النظر, الإمعان: تدقيق النظر
بَلْ أَعْرَضَتْ وَتَوَلَّتِ: بل حرف إضراب, تركت القصائد

المعني:
مَا الْخَيْرُ فِي طَلَبِ الزّيَادَةِ: الْقَصِيدَة الْخَامِسَة: الزّادِيَّة (اللَّهُ مِنْ بَعْدِ الزِّيَادَةِ زَادَنِي)
بَعْدَمَا عَشِيَتْ عُيُونٌ: يَعْشى لا يُبْصِرُ لَيْلاً, عدم إدراك المعاني الباطنة في الكلمات, قال رضي الله عنه: وَلَيْسَ مُرِيدِي مَنْ عَشَى عَنْ كَلاَمِنَا *** وَلاَ قَائِلٍ لِلنَّفْسِ يَا نَفْسُ مَا لَكِ (6 ق 10) وَالْمَسَامِعُ صُمَّتِ: لم تقبل النُصح. (وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا) 179 الأنعام

المعني:
مَاذَا عَلَيْكُمْ: ما يضيركم؟
لَوْ وَرَدْتُمْ مَشْرَبِي: طلبتم الشرب, المَشْرَب مكان الشرب, شراب الوصل
وَهُوَ الصَّفِيُّ: الصَّفِيُّ الخالِصُ
بِتَجَلُّدٍ وَتَثَبُّتِ: الجَلَد: القوّة والصبر, التَثَبُّتِ: التأني. يقصد علو الهمّة و بذل الوقت لدراسة القصائد, التَثَبُّتِ يقتضي الوقوف علي القصائد و إحصاء دقائقها و رقائقها (كلماتها و معانيها).

المعني:
مَا عِنْدَكُمْ يَبْلَى: مَا عِنْدَكُمْ: العلوم من دونها, الآية: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ) 96 النحل, لأن أصلها القرآن الكريم.
وَيَبْقَى نُورُهَا أَبَداً يُضِياءُ: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن) 35 النور وَقَدْ عَلَتْ وَتَجَلَّتِ: وَقَدْ: توكيد لما سيأتي, عَلَتْ: علي ما سواها من العلوم عند أهل الأرض, وَتَجَلَّتِ: ظهرت واضحة بمبانيها و معانيها و أحكامها.

المعني:
فَمُقَارِفُ الْمَعْنَى الدَّنِيِّ: مُقَارِفُ (من أتي) المعني (الدَّنِيِّ) الأقل مستويً.
جَهَالَةٌ: من غير علم
مَحْجُوبَةٌ: بصيرته مَحْجُوبَة
عِلْمَ الْيَقِينِ تَرَدَّتِ: تَرَدَّتِ هوت و وقعت في الأدني و هو علم اليقين – المعني السطحي - و لم تشاهد بعين اليقين. قيل:- علمُ إبليس كان علمَ يقينٍ *** عنه أخفت عينُ اليقين سناها

المعني:
وَمُكَابِدٌ مُضْنيً: كَابَدَ: عاني الشدَّة والمشقّة, مُضْنيً: عاني الرهّق و التعب. يجتهد بكل ما أوتي لفهم القصائد
يُؤَرّقُهُ الْجَويَ: شِدَّةُ الوَجْدِ، عشق القصائد, يذهب عنه النوم.
لَمَّا رَنَا الْمَعْنَى: رَنا إليه يَرْنُو رُنُوّاً، إذا نظرَ إليْه مُداوَمة, استجمع همته في فهم المعني
رَأَىه بِمُقْلَتِي: رآه بعين الشيخ فيفهمه كما يريد هو رضي الله عنه.

المعني:
وَتَزَلْزَلَتْ أَرِضُ الْعُقُولِ: صعب علي الفهوم, الآية: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) 1 الزلزلة بِيَا أَنَا: بداية التائية (أَنَا فِي أَنَا إِنِّي وَإِنِّيَ فِي أَنَا) , َتَزَلْزَلَتْ ب (يا) لأن الأنا ظاهر و كان المفرق الصعب فهم الياء, و الياء كما حرصنا أن نشير دائماً: إشارة لتنزُّل الأمر للخليفة الوارث, فكلما أضاف سيدي فخر الدين لنفسه الياء, يعني ذلك ما أشرنا إليه.
مَاذَا أَفَدْتُمْ بَعْدُ مِنْ تَائيَّتِي: التائية هي أم الكتاب, و قد جمعت كل شئ. و سرّ الأولياء دائماً في ديوانهم و يجمعون سرّ ديوانهم في التائية. قلنا التائية حوت 423 بيت, فالتاء عددها 400 أما ال 23 فهي إشارة إلي عمر الرسالة ما بين البعث و انتقال الحبيب صلي الله عليه و سلّم, أو الوراثة المحمّدية الكاملة.

المعني:
وَالأَرْضُ لَمَّا أَخْرَجَتْ أَثْقَالَهَا: الآية: (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) 2 الزلزلة, إلي آخر سورة الزلزلة, بعد أن أخرجت العقول ما فيها (من الغث و السمين).
مَاذَا جَنَيْتُمْ مِنْ جَنَى نُونِيَّتِي: (نُونِيَّتِي) الْقَصِيدَة الثّانِيَة, (هَذَا عَطَاءُ اللَّهِ مِنْ عَلْيَائَهِ). جَنَى نُونِيَّتِي: ثمارها. ما هي الثمرة التي جنيتوها أو النتيجة التي خرجتم بها.

المعني:
هَلْ مِنْ قَلِيلٍ تَشْكُرُونَ بِهِ: التحصين العالي, باطن التحصين الشريف من أوراد الطريقة.
(فِي أَمِينِ الأَمَانِ بِاطِنُ جَدِّي) عَلَى مَا أجْزَلَ الْمُعْطِي: الْمُعْطِي سيدي فخر الدين رضي الله عنه
لِذِي الْمَهْدِيَّةِ: الْمَهْدِيَّة: الْقَصِيدَة الثّالِثَة, (قُلْ تَحَصَّنْتُ بِالَّذِي أَسَّسَ اللَّهُ)

المعني:
فَالْحَقُّ مَا قُلْنَا: (إِذْ كَانَ مِنْ حَقِّ الْيَقِينِ) البيت 6 في الْقَصِيدَة الرّابِعَة مَعِيناً نَابِعاً: (تَاللَّهِ مَا نَضَبَ الْمَعِينُ *** وَلاَ مَعِينِي يَنْضَبُ) قَدْ أَخْبَرَتْ بَائيَّتِي: البائيَّة: الْقَصِيدَة الرّابِعَة (تَاللَّهِ مَا نَضَبَ الْمَعِينُ)

المعني:
إِنِّي أُذَكِّرِكُمْ: موضوع القصيدة تذكير بقتل النفوس
وَكَمْ أَنْذَرْتُكُمْ قَتْلَ النُّفُوسِ: تحدثت كثيراً عن قتل النفوس في دروسي
وَأَخْبَرَتْ هَمْزِيَّتِي: الْهَمْزِيَّة: الْقَصِيدَة السّادِسَة (كَمْ لِي عَلَى أَهْلِ الْحَقِيقَةِ مِنْ يَدٍ)

المعني:
أَوصَيْتُكُمْ مِنْ كُلِّ مَرْقىً جُزْتُهُ: جمعت الأعمال من كل المراتب
هَلْ ضَلَّ عَنْكُمْ: ضَلَّ عَنْكُمْ و ليس ضَللتم عَنْه, مثل النجم إذا ضلّ عن الساري تاه.
مَا حَوَتْهُ وَصِيَّتِي: الوَصِيَّة: الْقَصِيدَة السّابِعَة (أُوصِيكَهَا نُوحِيَّةً فَاعْمَلْ بِهَا)

المعني:
اللَّهُ مِنْ بَعْدِ الِزّيَادَةِ زَادَنِي: خاصية الزيادة من بعد الزيادة خصّ بها دون غيره.
قّدْ حَدَّثَتْ أَخْبَارَهَا: لما خصّ من كرم, (يومئذٍ تُحدّث أخبَارها) الاية. بعد حديث الزلزلة في التائية
زَادِيَّتِي: الزّادِيَّة: الْقَصِيدَة الْخَامِسَة (اللَّهُ مِنْ بَعْدِ الزِّيَادَةِ زَادَنِي)

المعني:
حَتَّى أَبُو الْعَيْنَيْنِ جَلَّ مَقَامُهُ: حَتَّى أوصلتكم لغاية التعريف به, و علوّ مقامه
حَدَّثْتُ عَنْهُ فِي حَشَا أَحَدِيَّتِي: الأَحَدِيَّة: الْقَصِيدَة الثّامِنَة (مَنْ حَبَا شَيْخَكَ شَيْخْاً وَاصِلاً)

المعني:
وَجَعَلْتُ لِلْكَلِمَاتِ مَرْأيً ظَاهِرا: الكلمات مباني تحمل المعاني
لَمَّا دَنَتْ وَتَنَزَّلَتْ هَائيَّتِي: دَنَتْ: في المانحات وَتَنَزَّلَتْ: إلي الأرض. الْهَائِيَّة: الْقَصِيدَة التّاسِعَة (كَلَّتْ مَبَانِي مَا أَقُولُ عَنِ الَّذِي)

المعني:
حَتَّى: للحد الأدني
خَفِيَّاتِ الْجَمَادِ: نار إبراهيم, نار موسي, سفين نجيّ الله
تُخوُطِبَتْ: خاطب كلّ المراقي, إلي أن ضمّن خطابه خَفِيَّاتِ الْجَمَادِ
هَلاَّ وَعَيْتُمْ مَا حَوَتْ كَافِيَّتِي: الكافِيَّة: هَلاَّ وَعَيْتُمْ: الوَعْيُ: حِفْظ القلبِ الشيءَ, الْقَصِيدَة الْعَاشِرَة (أَيَا هِمَمٌ كَلَّتْ عَنِ السَّيْرِ فِي الضُّحَى)

المعني:
مَا الاِخْتِلاَفُ وَمَا الْخِلاَفَةُ مَا النَّبَا: تتحدث عن الخليفة الوارث مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه, و شأن الخلافة في الطريقة (و من الخلافة فيهم).
قَدْ جِئتُ بِالإِخْبَارِ فِي نَبَأِيَّتِي: النَّبَئِيَّة: الْقَصِيدَة الْحَادِيَة عَشرة (عَمَّ السُّؤَالُ وَمَا النَّبَا)

المعني:
هَلاَّ: ألم يكن من الأفضل
عَرَفْتُمْ بَعْضَ قَدْرٍ لِلَّذِي: لأنكم لا تعرفون قدره و مكانته, فلتعرفوا بعضاّ من قدره. أوضحت القصيدة ذلك القدر.
أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهْوَ عَطِيَّتِي: العَطِيَّة: الْقَصِيدَة الثّانِيَة عشرة (مِنْ كَمَالِ الْعَطَاءِ مِنْ فَيْضِ وَهْبٍ)

المعني:
أَوْ هَلْ عَجِبْتُمْ وَاكْتَفَيْتُم: لروعتها
بَلْ تُريَ: للوقوف و التأمل
مَاذَا عَسَاكُمْ نَاظِرِي: ماذا ترون فيها
قَمَرِيَّتِي: القَمَرِيَّة: الْقَصِيدَة الثّالِثَة عشرة (قُلْتُ يَا مَوْلاَيَ هَلْ مِنْ كَاظِمٍ)

المعني:
أَوْ هَلْ أَفَادَ الْعَتْبُ: قال في البيت (25) " فَكَيْفَ تَوَانَيتُمْ وَمَا الْعَتْبُ شِيمَتِي *** وَعِنْدَكُمُ مِنْ أَمَّهَاتِ الْقَصَائِدِ يَا مَنْ جَاوَز الْمَعْنَى: مرّ به متجاهلا له
وَمَاذَا أَخْبَرتْ صَرْحِيَّتِي: الصَّرْحِيَّة: الْقَصِيدَة الرّابِعَة عشرة (وَصَرْحِيَ بِاسْمِ اللَّهِ بَوَّأْتُ رُكْنَهُ)

المعني:
مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ قَدْ أَمْلَيْتُهَا: كما طلب مولانا الشيخ إبراهيم (بعد رجائه)
حَمَلَتْ إِلَيْكُم غَايَتِي وَرَجِيَّتِي: الرَجِيَّة: الْقَصِيدَة الْخَامِسَة عشرة (مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ بَعْدَ رَجَائِهِ)

المعني:
حَتَّى بَيَانِي: البيت (23): ذَا بَيَانِي يَا لِسَانِي *** دُونَهُ خَمْرٌ وَكَرْمُ يَا لِسَانِي: يخاطب (الراوي)
قُلْتُهُ: القول البيان المفيد من الكلام
مَاذَا أَجَبْتَ: لتوضّح قولي
وَأَخْبَرَت عَهْدِيَّتِي: العَهْدِيَّة: الْقَصِيدَة الثّامِنَة عشرة (هَذِهِ أَنْوَارُ عَهْدِي)

المعني:
قُلْ: و هنا مسلك الخطاب القرآني المباشر, لعظمة ما يلي من القول, في القرآن, كقوله تعالي: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ, قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء 85
يَا: للنداء (ما شفت سيدي فخر الدين طُلب منه قراءة الفاتحة, إلا و فتح يديه و بدأ بقوله: يا سيدنا الحسين يا سيدنا الحسين يا سيدنا الحسين (ثلاثاً) ثم يقرا و يدعو
إِمَاماً لِلأْئِمَّةِ سَيّدِا: سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه, رئيس الأولياء
يَا مِنْحَةَ الزَّهْرَاءِ وَالنَّبَوِيَّةِ: الزَّهْرَاءِ (أمه) وَالنَّبَوِيَّةِ (بنته) رضي الله عنهما, مِنْحَةَ: يعني من ربنا للسيدتين العظيمتين

المعني:
عُقِدَ الرَّجَاءُ عَلَيْكَ: لزمك من يرجوك (مش هنشوف حد تاني)
يَا بْنَ الْمُصْطَفَى: الاصطفاء الاختيار و الخلاصة, مولانا ذكره بهذه الكنية لأن المقام كله اصطفاءات, اصطفاء من ربنا لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم, اصطفاء من حضرة النبي صلي الله عليه و سلم لسيدنا الحسين, اصطفاء من سيدنا الحسين لسيدي ابراهيم, اصطفاء من سيدي ابراهيم لسيدي فخر الدين
صِنْوَ: الصِّنو هو الشَّقيق, و يقال عمُّ الرّجل صِنوُ أبيه, و الصنوان من الشجر ما تقومان متجاورتين و لا توجد مسافة بينهما تمكن من السير وسطهما
فَيْضِ النَّفْحَةِ: النفحة هي نفحة النبي صلي الله عليه و سلم, سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء, أفاضت سيدنا الحسن و سيدنا الحسين
الْحَسَنِيَّةِ: سيدنا الحسن رضي الله عنه

المعني:
وَأَباً لِزَيْنِ الْعَابِدِينَ: رُوِيَ عَنْ الصحابي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَالْحُسَيْنُ فِي حَجْرِهِ وَهُوَ يُلَاعِبُهُ فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): «يَا جَابِرُ، يُولَدُ لَهُ مَوْلُودُ اسْمُهُ عَلَيَّ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ لْيُقِمْ (سَيِّدُ الْعَابِدِينَ) فَيَقُومُ وَلَدِهِ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُ وَلَدُ اسْمُهُ مُحَمَّدٍ، فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ يَا جَابِرُ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ» (رَوَاهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي الْبِدَأيَةِ وَالنِّهَأيَةِ جُزْءُ 9). وَعِنْدَكُمْ: لمن يأتي إليكم
جَبْرُ الْكَسِيرِ: الكَسير من به عطب يثقل مشيه كالشاة المُنْكسرةُ الرجل, جبر الكسر, ما يكمل ملاءتها لتكمل السير و تبلغ غايتها, يعني يتم النقصان
بِزَيْنَبٍ وَرُقَيَّةِ: أخته و بنته رضي الله عنهما, يعني يجبر الكسير إذا توسل إليكم بهما شئ لله.

المعني:
فَالْخَيْرُ: الفاء – تسمي الفاء الفصيحة و هي الفاء التي تبين وتفصح عن محذوف وتدل علي ما نشأ عنه؛ مثل (وإذ استسقي موسي لقومه، فقلنا: اضرب بعصاك الحجر، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) , أي نشأ عن كونك يا سيدنا الحسين لِلأْئِمَّةِ سَيّدِا و ما بعد ذلك من وصف, أن:-
مَا شِئْتُمْ: شئتم من المشئية و المشئية هي العدّة التي تمكن من نفاذ الأمر إلي القدرة, قال تعالي: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس 82 وَمَا شِئْتُمْ يَكُنْ: ما مكنتم من القدرة عليه ينفّذ
طَوْعاً: إذعاناً
فَأَنْتُمْ: يا سيدنا الحسين و آل البيت
سَادَتِي: المالكين زمام أمري
وَوَسِيلَتِي: إلي حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم

المعني:
لِسَانِي: الذي يُبلغ قولي
فَاحْلُلْ بِفَضْلِكَ عَنْ لِسَانِي عُقْدَةً: قال تعالي: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي) طه 27, قال (عَنْ لِسَانِي) و ليس (مِّن لِّسَانِي) لأنه يقصد من يروي عنه.
كَيْ يَفْقَهُوا دُرَراً: (يَفْقَهُوا قَوْلِي) طه 28, دُرَراً: الدُرر هو هو ما عظم من اللؤلؤ، و هو من خيرات البحر, و هي القصائد من بحر العلم, قال رضي الله عنه: بجرُ علمي من يرده *** لا يجد فيه طريّا بِفَضْلِكَ: بِفَضْلِكَ: يقصد بسيدي إبراهيم الدسوقي (حلاّل العُقّد) , توسّل لسيدنا الحسين بسيدي إبراهيم. فضل سر علوم سيدي فخر الدين رضي الله عنه كله من سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه. و قصته مشهورة إذ في أول زيارة له لمصر و بعد أن زار سيدنا الحسين أراد التوجّه إلي دسوق لزيارة شيخه سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, أمره سيدي إبراهيم بالبقاء عند سيدنا الحسين و فيها أمد بكل العلوم.
قِيلَتِ: أي قلتها و بُلّغت عني للناس.

المعني:
عَقِمَتْ: العَقْمُ والعُقْمُ، بالفتح والضم: فشلٌ تقعُ في الرَّحِم فلا تَقْبَلُ الولدَ, تُقال, للعظيم من الناس الذي يستعصي وجود مثيل له.
و في ما قاله العرب: لأبي دَهْبلٍ يمدح عبدَ الله بنَ الأَزْرق المخزوميّ: عُقِمَ النِّساءُ فلن يَلِدْنَ شَبيهَه *** إن النِّساءَ بمثْلِه عُقْمُ مَثِيلَكُمْ: المثيل هو المثال و هو الذي يأتي و به نفس صفاتٌ و خصائص الأصل. و صيغة الجمع للتعظيم.
أَوْ: للعطف و أو: تفيدُ التَّخيير، و في المنطق تعني أن الحكم يسري سواءً علي المعطوف و المعطوف عليه. يعني عَقِمَتْ نِساءٌ في الحالتين.
الَّذِي جُدْتُمْ عَلَيْهِ: سيدي فخر الدين
بِنَفْحَةِ: نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً: أَرِجَ وفاحَ، وقل: النَّفْحةُ دُفْعَةُ الريح. وفي الصحاح: وله نَفْحة طيبة. و هنا تعني الإضافة, لأن سيدي فخر الدين أضيف لسيدنا الحسين رضي الله عنه.

المعني:
فَلَعَلَّهُ: لعَلَّ تكون تَرَجِّياً كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: من بعد ما مضي, قال تعالي: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْد ذَلِكَ عَام فِيهِ يُغَاث النَّاس وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) الآية يَمْنَحَن: المَنْحُ: العطاء
سِرّاً: ما لم يكن مدركاً
بِهِ تُشْفَى الصُّدُورُ: بالحبّ قال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) يونس 57 فَتَقْنُتِ: القُنُوتُ الخُشُوعُ, قال تعالي: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة 238

المعني:
وَلَعَلَّ: لعلّ للترجي
جَدْبَاءَ الْقُلُوبِ: الجدباء: الأَرض غير الخصبة التي ليس بها قَلِيلٌ ولا كثير ولا مَرْتَعٌ ولا كَلأٌ. جَدْبَاءَ الْقُلُوبِ: الخالية من الإيمان
بِغَيْثِهِ: مدد مولانا الحسين
تُهْتَزُّ شُكْراً: تهتز فتتنقل في مراحل الذكر حتي تبلغ مرتبة الشكر. قال تعالي: ( ... وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) الحج 5, و قال تعالي: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ 13, و في اهتزاز القلوب و الارواح قالوا: سارت الركبان ليلا *** قصدهم أرض الحجاز
والمطايا تترامى *** باضطراب واهتزاز
كلما الحادي دعاهم *** للسرى من جدّ فاز
ثُمَّ: ما يلي اهتزاز الأرواح و سيرها
عِلْماً تُنْبِتِ: تنبت علوم الحقائق و فيوضاتها

المعني:
وَلَعَلَّهَا: جدباء القلوب (البيت السابق) , لعل رجاء و رجاء مقبول عند المرجو بسر المحبة بينه و بين الراجي
تُؤْتِي ثِمَاراً: تُؤْتِي بمعني تهيئ و تفسح المجال, كإفساحك الجدول للماء حتي يسير. و الثمار ما ينتفع به, أي أن هذه القلوب بعد الجدب تعود فتفيض نفعاً علي غيرها
بَعْدَمَا تُجْدِي الْوَسِيلَةُ: و الوسيلة أقرب طريق لنيل المراد: توسّل بالحبيبِ إلي الحبيبِ *** لتحظي بالإجابة من قريبِ قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة 35 بِالإِمَامِ وَعِتْرَةِ: و من أحبّ إلي الله و إلي رسول الله صلي الله عليه و سلم من آل البيت رضوان الله عليهم.

المعني:
فَهُوَ: ف: السببية, هو: ضمير من شأنه الغيبوبية و الاستتار, إشارة إلي باطن سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه
الَّذِي أَعْطَى الْعُبَيْدَ: أعطي: تم العطاء (خلص). العٌبيد: يكني نفسه بالعُبيد بصيغة التصغير أدباً في حضرة سيدنا الحسين رضي الله عنه
زِمَامَهَا: الزمام المِقود, و ما يربط علي خطام الناقة و تقاد به, أي أن سيدنا الحسين هو الذي أعطاني قيادة القلوب
كَرَماً: يعني: و ليس استحقاقاً
وَيَعْلَمُ مَبْدَئِي وَنِهَايَتِي: مبدئي منذ قبل تكويني, و نهايتي مقامي و قدري. و أيضاً و هذا عطوف علي جملة (فهو الذي ... ) , أي أن أمري كله عند سيدنا الحسين رضي الله عنه. و هذا من خصوصية أختص بها رضي الله عنه.

المعني:
وَلَدَيْهِ: عنده, و الواو حرف عطف, يعني كذلك من خصائص سيدنا الإمام الحسين, عطفاً علي ما سبق
مِفتاح: مفتاحُ كلِّ مستغلق
المعاني: تغلق في الكلمات
الْمَعَانِي جُمْلَةً: مفتاح واحد جامع يفتح كل المعاني
و مفتاح المعاني جملة, زمامها الذي تقاد منه
حَاشَا: أصلها حاشا لله, و معناها: براءة لله ومعاذاً
يُمَارَى: مارَيْتُ الرّجل إِذا جادلته و خالفته وتَلَوَّيْتَ عليه، قال تعالي (فبأَيِّ آلاء رَبِّكَ تَتَمارى): بأَيِّ نِعْمةِ رَبِّك تُكَذِّبُ أَنها ليست منه. و قال تعالي: (فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إلاَّ مِرَاءً ظَاهِرًا) بِالَّذِي أَوْ بِالَّتِي: بِالَّذِي يجادل أَوْ بِالَّتِي تجادل, و ذلك لقوله تعالي: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ ... ) المجادلة, و قوله تعالي: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) الحج 8

المعني:
لَوْلاَ يُفَنّدُنِي: لولا حرف امتناع لوجود، نحو (لولا زيد لأكرمتك) يعني: امتنع الجواب لوجود الشرط, أَفْنَدَه خطَّأَ رَأْيَه. وفي التنزيل العزيز حكاية عن يعقوب، عليه السلام: (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ) يوسف 94 اللَّئِيمُ: الدَّنيءُ الأَصلِ الشحيحُ النفس, و هو من يناقض في القصائد, و ليس لديه السعة في قبول كلامها.
قال رضي الله عنه:- شأن الكرام عن اللئام ترفّعٌ *** هي ذي بحقٍ شيمة الرُحَماء و قال: لولا معرّة أن تضيق عقولكم *** و يكون منكم مكنرٌ و نكيرُ
لمضيتُ في تبيان علمٍ خصّني *** ليُردّ طرف الخاسئين حسيرُ
فمقصده هنا ألا يحمل اللئيم علي ما لا يحتمله و إن احتمله البعض, و هذا من الرحمة.
لأَظْهَرَتْ: وضوحاً و ليس تكنيةً
مَأْثُورَتِي: التآئية
كُلَّ الْغُيُوبِ: غيب الشهادة, غيب الذات, غيب الإرادة, غيب المشيئة ...
وَأَفِشَتِ: أذاعت و كشفت عن المخبوء

المعني:
لَكِنَّهَا: ولكن ولكنّ حرف يُثْبَتُ به بعد النفي مثال قوله تعالي: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) البقرة 102, ليريك أنه و إن تجنّب الإسهاب في شرح العلوم في التآئية خشية تفنيد اللئيم, فإن هناك أمر آخر,
مَبْطُونَةٌ فِي ذَاتِهَا: حوت علوم الغيوب في باطنها, فيما حوت من دقائق الكلمات و رقائق المعاني. قال: كتابٌ كريمٌ جدّها من أبٍ لها *** و موئلؤها من بطنِهِ تشرحونها فترك الشرح مستبطن حتي يصل إليه الذين حواهم الكرم و يحرم منها من طواهم اللؤم.
كَلِمَاتُهَا تَنْفِي وَحِيناً تُثْبِتِ: أي تتقلب بين النفي و الإثبات. و النفي و الإثبات مترادفان , قال تعالي: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد 39, و أمّ الكتاب, أي شراب الوصل هي التآئية

المعني:
فَالنَّفْيُ وَالإِثْبَاتُ تَوْحِيدٌ: "لا إله" نفي لجميع الآلهة "إلا الله" إثبات الألوهية لله سبحانه و تعالي
وَمَا غَيْرُ الْمُوَحّدِ: حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
قال رضي الله عنه: أمّا عن التوحيد فاعلم إنّه *** ختمُ المراتبِ خُصّةُ الإنسان أي: صلي الله عليه و سلم
أهل الكلام جعلوا التوحيد أول المراحل و لكن سيدي فخر الدين بين أنه آخر المراحل, بدليل قوله تعالي: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) آل عمران 102, أي بعد الإيمان و التقوي (الإحسان) يأتي - وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ – أي علي التوحيد
قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِي: أي (النَّفْيُ وَالإِثْبَاتُ تَوْحِيدٌ)

المعني:
فَبِهِ: صلي الله عليه و سلّم
انتَفَى جَهْلٌ: انتَفَى علي صيغة افتعل, نَفَيْتُ الرجلُ عن الأَرض: طردته فانْتَفى
وَأُثْبِتَ عِلْمُهُ: واو العطف تفيد حدوثاً طردياً لنفي الجهل و إثبات العلم, و من قواعد التوحيد: من أثبت العلم فقد نفى الجهل, و من قواعد علم المنطق "نفي النفي إثبات" كذلك
فِي مُحْكَمَاتِ صُدُورِ: قال تعالي: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ, وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) العنكبوت 49, مُحْكَمَاتِ: أُجمل فيها العلم, و الإحكام الرتق و التفصيل الفتق.
أَهلِ مَحَبَّتِي: الذين سكنتهم محبتي, لأن أهل الدار من يسكنها. وفي الحديث: (أَهْل القرآن هم أَهْلُ الله وخاصَّته)

المعني:
وَإِذَا انتَفَى عِلْمٌ بِغَيْرِيَّاتِهِ: التخلي عن الذات و التحلي بذات الحبيب, قال تعالي: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) النجم 17, و قال الشيخ رضي الله عنه:- فَقَدْنَا كُلَّ عِلْمٍ كُلَّ جَهْلٍ *** عَجِبْنَا عِنْدَ إِدْرَاكِ الْغَدَاة (12 ق 39) تَمَّ الْمُرَادُ: الصلة
لِمَن تَرَدَّى بُرْدَتِي: البردة: الباطن, تَرَدَّى: أي تخلي عن ذاته و لبس خلعتي, بمعني: لمن تحقق باطنه بي و صار مظهر لتجلياتي

المعني:
تَبَارَكَ: البَرَكة: النَّماء والزيادة. وتَبَارك الله أي بارك الله من فاعلَ و تفاعلَ، و هي كلمة تستحب حين الإطلال علي جميل و نعمةٍ من نِعم الله, و الجميل الذي استدعي استهلال هذا البيت و هذا الجزء من التآئية, هو إطلال مولد الجمال مولد سيدتنا السيدة زينب بنت الإمام و شقيقة الإمام رضي الله عنها.
مَنْ أَفْنَى: و البركة باقية بمولدها رضي الله عنها لأنها ممن أفني غيره و لم يفني
الدُّهُورَ: الأزمان
بَقَاؤُهُ: (كلّ من عليها فانٍ * و يبقي وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام) فتنطوي كل الأزمان في الفناء و لا يبقي إلا هو
يُقَلبُنَا: قال تعالي: ( ... وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) الكهف 18, و تقليبهم يعني أنهم كانوا أحياء, فلا تقليب للميّت, و معناه, أننا (سيدي فخر الدين و الأكابر) أحياء يقلبهم ربّهم ذو البقاء
فِي عِزَّةٍ: من إسمه العزيز و العزيز هو الممتنع فلا يغلبه شيء، و منيع الحمي و القوي الغالب كل شيء. و في الدعاء في ذيل الحزب الكبير "يا عزيزُ فلم أزل بعزّك عزيزاً يا عزيزُ).
سَرْمَدِيَّةِ: دائمة لا انقضاء و لا نهاية لها. يعني حياتنا البرزخية.

المعني:
وَيَمْنَحُنَا: أي المولي عزّ و جل (من أفني الدهور بقاؤه – البيت السابق) , المَنْحُ: العطاء
فَضْلاً: زيادة و منها التفضيل و المفاضلة
يُضِيءُ غُيُوبَنَا: الكلام هنا بالجمع و يرجع إلي أهل حضرة الجمع, يُضِيءُ غُيُوبَنَا: الغيوب ستر و ظلمات, بفضل الله من أجل السيدة زينب رضي الله عنه, يعطوا كواشف الظلمات
فَيَنْفَحُنَا مِنْ نَفْحَةٍ زَيْنَبَّيةِ: يدينا نفحة من النفحة اللي أداها لسيدتنا السيدة زينب

المعني:
نُرَتّلُ: الرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشيء. ورَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه.
آيَاتِ الثَّنَاءِ: الآيةُ: العَلامَةُ، والجمع آياتٌ وآيٌ، الثَّنَاءِ: الشكر. نُرَتّلُ آيَاتِ الثَّنَاءِ بِبَابِهَا: موطن شكر النعم
فَيُكْشَفُ: الكشْفُ: رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه، و إظهاره, و قال تعالي: (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )ق 22, و قال سيدنا الإمام علي كرّم الله وجهه: لو كُشف الغطاء ما أزددتُ يقيناً
عَنْ بَعْضِ: بعضيّة الأفضلية, قال تعالي: (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) الإسراء 55 السُّتَورِ الرَّخِيَّةِ: إرخاء الستور إطلاقها لتحجب ما وراها, و من وراء تلك الستور غير الحبيب إمام الجمع سيدنا الحسين رضي الله عنه, و رئيس الحضرة الإلهية.

المعني:
نُقِلبُ: القَلْبُ تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه. قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً، وتَقَلَّبَ في الأُمور: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ.
نُقِلبُ مَا شِئْنَا الْوُجُوهَ: قال تعالي: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة 144 بِكَرْمِهَا: الكرم العنب و يرمز لمادة صنع الخمر, شراب الأرواح. لسيدي ابن الفارض: شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة *** سَكِرْنا بها من قبلِ أن يُخلق الكَرمُ فَنَشْهَدُ: الشهود رأي العين (فشهد شاهدٌ)
آيَاتِ: علامات و إعجاز
الْبُطُونِ: مواطن الأسرار
الْخَفِيَّةِ: ما خُفي من الآيات لتلك البطون

المعني:
فَأَوَّلُهَا: أي أول البطون الخفيّة (البيت السابق)
لاَ يَبْلُغُ الْخَتْمُ بَدْءَهُ: (الفرد الجامع الكبير) ختم مراتب الأولياء, إذ ما البطون الخفيّة إلا منازل سادات أهل البيت رضوان الله عليهم
وَغَايَةُ سُؤْلِي: منتهي طلبي
فِي بُلُوغِ الرَّضِيَّةِ: فِي بُلُوغِ بلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى، وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ: قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى: مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ.
وتَبَلَّغَ بالشيء: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه. الرَّضِيَّةِ: لرِّضا، مقصورٌ: ضدُّ السَّخَطِ.
وفي حديث الدعاء: اللهم إني أَعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ وبمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ، وأَعوذُ بك منك لا أُحْصي ثَناءً عليك أَنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك، الرَّضِيُّ المَرْضِيُّ. ابن الأَعرابي: الرَّضِيُّ المُطيعُ والرَّضِيُّ الضّامِنُ. في بلوغ رضا سيدتنا السيدة زينب

المعني:
وَآخِرُهَا:: أي آخر البطون الخفيّة
لاَ يَبْلُغُ الْعِلْمُ سِرَّهُ: غيب الذّات
وَلَكِنَّهَا: تَرْعَى رُعَاةَ الرَّعِيَّةِ: رعاية الأولياء (رئاسة المجاذيب لديها)

المعني:
فَنَنْهلُ: الفاء للاستئناف, و صيغة الجمع هو و أهل حضرة الجمع, النهل أول الشرب, التروّي
مِنْ نَبْعِ الْهِدَايَةِ: مطلع العلم
تَارَةً: التَارَة الحين, زمن الطريقة
وَنَكْرَعُ: الشرب في دفعات كبيرة
مِنْ فَيْضِ الْهِبَاتِ الْعَلِيَّةِ: حدّ العلم

المعني:
وَنَشْرَبُ: حال الاستقامة
مِمَّا رَاقَ حَوْلَ مَقَامِهَا: رَاقَ بمعني إهراق, أي العلم المتدفق
وَنَسْبَحُ فِي بَحِر الِصّفَاتِ السَّنِيَّةِ: بحر أنوار الصفات الزينبّية

المعني:
وَنَرْتَعُ: الرَّتْعُ: الأَكل والشرب رَغَداً, قال صلّي الله عليه و سلّم: (إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الجنة فارْتَعُوا) مِمَّا رَقَّ سِتْرُ خُدُورِهِ: مما كشف عنه
وَنَمْرَحُ: البطر و النشاط في الرعي
فِي سُوحِ الرُّموُزِ النَّدِيَّةِ: سُوحِ ما وسع من المكان, الرُّموُزِ الإشارات, المجالس النديّة هي مجالس الكرم, أي من كرم السيدة زينب رضي الله عنها

المعني:
وَنَقْرأُ: بصيغة الجمع مفادها علي العموم أهل الجمع و علي الخصوص أهل بيته رضي الله عنه
فِي طُورِ الِسّنِينَ: الآيات (وَالتِّينِ * والزَّيتُون * وطُّورِ سِينِين) سورة التِّينِ, الطور يعني القلب, و سنين تخفيف لسِينِين إشارة إلي يس قلب القرآن. الحقيقة المحمّدية
عَجَائِباً: لا تفهم بالعقل
وَنُرْزَقُ: الرزق العلوم العالية, الأيات: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) 10,11 ق مِنْ رَقْمِ السُّطُورِ الْخَفِيَّةِ: الرقم هو التطريز, حلّة مرقومة أي مطرّزة أي الكشف عن, السُّطُورِ الْخَفِيَّةِ: غيب الذّات

المعني:
بِزَيْنَبٍ الْكُبْرَى: توسل بسيدتنا السيدة زينب بنت سيدنا الإمام علي من سيدتنا السيدة فاطمة, ميزت بذلك عن أخت لها كذلك إسمها زينب لسيدنا الإمام من زوجة أخري له تزوجها بعد وفاة سيدتنا السيدة فاطمة رضي الله عنها
سَأَلْتُكَ جَدَّهَا: توسل لحضرة النبي بحبيبته و عقيلة بني هاشم سيدتنا السيدة زينب الكبري, سألتك: طلبت منك علي سبيل الاستحسان
دَوَامَ: هذا ما سأله متوسلاً, أن تدوم حبيّات الأمان
حَبِيَّاتِ الأَمَانِ: الحبيّة ما يشتمل به من الثوب, و الأمان: الأمان من السلب بعد العطاء, و قال: و لا تكُ ذا خوفٍ و أنت بأمننا *** و لا تكُ ذا أمنٍ قُبيلً الأمانة لِعِتْرَتِي: عِتْرةُ الرجل: أَقْرِباؤه من ولدٍ وغيرهِ، كل أهل بيت سيدي فخر الدين. حديث: (تركت ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي)

المعني:
عْودٌ إِلَى (مَاذَا تَقُولُ): هذه الأبيات نزلت يوم الجمعة 6 ذو القعدة 1404 هـ = 3 أغسطس 1984 م, تكملة للإجابة علي سؤال حول أداب زيارة سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه التي وردت في الْقَصِيدَة الرّابِعَة والْعِشْرُون: (مَاذَا تَقُولُ إِذَا قَصَدْتَ رِحَابَهُ) بتّاريخ: الثلاثاء 20 ربيع أول 1404 هـ = 3 يناير 1984 م
فَإِنَّهَا تُجِيبُ سُؤَالاً فِي أُصُولِ الِزّيَارَةِ: و سيدي فخر الدين يعطي القصائد بالمناسبات, و لذلك هناك سائلٌ سأل عن أداب الزيارة و ردّ عليه.
من هو ذلك السائل؟ مولانا مطلع علي كل الأخوان و إذا سأل واحد حتي لو الباقين لا يرونه هو يرد عليه
حتي في الدرس: كان يرد عليك و أنت تعاني السؤال في صدرك و لم تكد تفصح به
و حدث معي و مع الكثير منكم مثل هذا, و هذا شأن متوارث في آل بيته كذلك.
سنتابع بقية الأبيات لنري ماذا قال رضي الله عنه (فِي أُصُولِ الِزّيَارَةِ)

المعني:
(متابعة لما قال رضي الله عنه (فِي أُصُولِ الِزّيَارَةِ) .....
الِضّرَامُ: الضِّرامُ هو دُقاق الحَطبِ الذي يُسْرعُ اشْتِعالُ النار فيه
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكَ الِضّرَامُ: القليل من العشق (شوية كشكشة)
فَإِنّمَا: الفاء السببية
تَكُونُ خَلِيّاً: جملة تقع بموضع جواب الشرط للفاء السببية. خَلا المكانُ والشيءُ يَخْلُو إِذا لم يكن فيه أَحد ولا شيء فيه، فهو خالٍ.
مِنْ ضُرُوبِ: الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ، وجمعه ضُرُوبٌ.
الإِجَارَةِ: من أَجَر يَأْجِرُ، وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل. قال تعالي: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ) القصص 27 مِنْ ضُرُوبِ الإِجَارَةِ: من كل أصناف الجزاء
تَكُونُ خَلِيّاً مِنْ ضُرُوبِ الإِجَارَةِ: لا يكون فيك ما يدخلك في نيل جزاء زيارتك. و في الحديث: "رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش". ده في حالة إن جواك لم يتحرك و ينفعل بعظمة الصيام, و هكذا إذا جاءت الزيارة بدون تحرك البواطن و تشوق, ليس منها فائدة, هذا معني ما رمي إليه الشيخ رضي الله عنه.

المعني: أَمَّا الِلثَامُ: لتوضيح (أَنَّى تَرَاهُ وَقَدْ عَلاَهُ لِثَامُ - قصيدة رقم 24) , الِلثَامُ: رَدُّ المرء غطاء على أَنفه, مما يعني أنّك لا تري وجهه, و المعني به هنا الحجاب عن إدراك حقيقة سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه
فَذُو الْعِنَايّةِ: سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه
مُحْجَبٌ عَنْ كُلِّ إِدْرَاكٍ: الدَّرَكُ: اللحَاق، (و له تضآلت الفهوم فلم يدركه منّا سابقٌ و لا لاحقٌ) , كل إدراك: في كل أصناف الحقائق
لأَهْلِ النَّضَارَةِ: النَضْرَةُ الحسنُ والرونقُ. و نَضَرَ وجهه يَنْضُرُ نَضْرَةً، أي حَسُنَ. و في الحديث: (نضّر الله وجه الراحل المترحّل) , و أهلُ النّضارةِ من حسن سيرهم إلي الله, أي أن حتي هؤلاء من أهل المراتب العالية محجبٌ عنهم إدراك حقيقة سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه

المعني: مَادُمْتَ فِي: مَا دامَ: "دَامَ" بمعنى استَمَرَّ، ودَخَلَتْ عليها "مَا" المصدريَّة الظَّرْفيَّة.
أَنْتَ: أنت ضمير مخاطب يستوجب وجود الأنا, و هو أبرز دالٍ علي وجود الإلتفات, أن ينفصل الأنا عن الأنت
الَّتى أَنْتَ السّوَى: حقيقة الأنت أنها جردتك عن المراد
كَانَ: جملة خبرية, بدأت بكَانَ: تأكيداً للخبر الواقع علي الجملة المصدرية
السّويَ: كل شئ ما خلا الحق المراد "ألا كلّ شئ ما خلا الله باطلُ"
إِذْ ذَاكَ: ذَاكَ إسم إشارة للبعيد و معناها أنك بعدت عن الحق برؤية غيره
الإِدَانَةِ: الإِدَانَةِ بمعني الجزاء
أَصْلَ الإِدَانَةِ: مصدر الجزاء و كما قال المعصوم (صلي الله عليه و سلّم) "كما تُدينُ تُدان", و مما جاء في تجريد الإرادة نحو المراد, ما أورده أبوهريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ... الخ الحديث), فلو أنّه تجرد من الأنت و أفني في المراد لوافاه المراد بالجزاء و لكنه أخذ الجزاء من الغير حيث أراد الغير.
و قال في مآثر سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه (ق 25): مُلِئَتْ خَزَائِنُهُ فَهَلْ مِنْ سَائِلٍ *** لِكَنَّ قَوْماً أَعْرَضُوا وَأَشَاحُوا

المعني: سَلْ مَا تُرِيدُ: سَأَلته الشيءَ بمعنى اسْتَعْطَيته إِياه، قال تعالي: (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) طه 36, و في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (ثم يقال يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع), مَا تُرِيدُ: "ما" تسمي ما الموصولية, وصلت السؤال بالعطاء من غير تراخ.
مِنَ الِمَكَارِمِ: الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق. و سؤال الكريم باب العطاء: إنّما المُعطي كريمٌ. باب مفتوح للزائر المقام الحسيني رضوان الله علي صاحبه ..... إشحت اللي عايزه
عِنْدَهُ: فلان عند فلان إذا لم يكن بينهما حجاب
مُسْتَشْفِعاً: اسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه
فِيهِ: و إنّها نفحةٌ من فيه ما فينا ..... من الأشياء الكثيرة فيه رضي الله عنه, إختار الاستشفاع بتاج الإمامة
بِتَاجِ الإِمَامَةِ: التيجان الأربعة:
تاج القطب (خاص حضرة النبي) , موطن القدرة
تاج الفرد (خاص سيدنا الإمام الحسن) , موطن المشيئة
تاج الفرد الجامع (خاص سيدنا الحسين) , موطن الإرادة
تاج الفرد الجامع الكبير (خاص سيدنا الإمام المهدي المنتظر). موطن الأمر
يعني لما هو صاحب التاج الخاص بموطن الإاردة, فتح لك الباب لتسأل ما تريد

المعني:
سَلْ مَا تُريدُ: كما في البيت السابق. سَأَلته الشيءَ بمعنى اسْتَعْطَيته إِياه، قال تعالي: (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) طه 36, و في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (ثم يقال يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع) , مَا تُرِيدُ: "ما" تسمي ما الموصولية, وصلت السؤال بالعطاء من غير تراخ.
مِنَ الْحِمَايَةِ: وحَمَى الشيءَ حَمْياً وحِمىً وحِماية ومَحْمِيَة: منعه ودفع عنه وحَماه من الشيء وحَماه إيّاه؛ يقال: أَحْمَيْت المكان فهو مُحْمىً إذا جعلته حِمىً، و أحما حميثا إشارة لسيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه
عِنْدَمَا تَأْتِي: الإِتْيان: المَجيء
حِمَى الْمُنْجِي: قال صلى الله عليه وآله وسلم (مثل اهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تخلف عنها زج في النار) عَظِيِم الْمُقَامَةِ: المَقَامَةُ: لغةً المجلس و المعني بها الحضرة النبوية, العظيم الملك و الرئيس

المعني: أَسْلمْ قِيَادَكَ: القَوْدُ: نقيض السَّوْق، يَقُودُ الدابَّة من أَمامِها ويَسُوقُها من خَلْفِها، أي: أذعن و لا يكن لك خيار
فِي رِحَابٍ: الرحاب مكان السعة, رحِب يرحُبُ
آمِنٍ: قال تعالي: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ) يوسف 99 وَخُذِ التَّرَاحُمَ: تقرأ الفواتح عند زيارته, و النظام الكامل (مع اتساع الوقت) هو أن تقرأ فواتح لسيدنا الحسين ثم تكمل لسيدنا الإمام علي و سيدنا حضرة النبي صلي الله عليه و سلم ثم تبدأ من أول السلسلة حتي سيدي عبد السلام رضي الله عنه. ((يعني في زيارة مشائخنا بتقرا لصاحب المقام و تكمل السلسلة ثم تأتي لتبدأ من أولها (مولانا الشيخ محمد) , إذا الوقت ضيق فواتح لصاحب المقام و للمربي مولانا الشيخ محمد
قَبْلَ بَثِّ الشِّكَايَةِ: البث أن تشكو ما يؤلمك, و المعني أنك تؤخر طلباتك لحد ما تقرأ الفواتح, تؤدي التحية بعدين تدخل في اللي عايزه

المعني: وَاجْنُبْ: جَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ: بَعُد عنه. قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ المائدة 90, أي ابتعدوا عنه و لا تقربوا ناحيته.
إِذَا رُمْتَ: إذا طلبتَ
الدِّمَاءَ إِرَاقَةً: الإراقة السكب و الصبّ, إِذَا رُمْتَ الدِّمَاءَ إِرَاقَةً: المقصود إذا طلبت إزالة كائن ما من البشر و إبعاده
إِلاَّ قَلِيلاً مِنْ دِمَاءِ الْحِجَامَة: دم الحجامة الدم الفاسد يتعمد إخراجه من الجسم حتي يصح و يتعافي و يؤدي مهمته و إزالته خير, المقصود: ألا تطلب إبعاد شخص أو جماعة إلا إذا كانت فاسدة و مفسدة و إبعادها فيه خيرٌ لجسم الطريقة أو الدين أو الوطن ... الخ, في الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة)

المعني:
وَاجْعَلْ: جعلَ أي صيّر و وضع, (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة 128, و قوله اجعل: يعني ليس أفضل لك من أن تضع ....
وَسِيلَتَكَ: الوَسِيلة القُرْبة, قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 35, و قيل:- توسّل بالحبيبِ إلي الحبيبِ *** لتحظي بالإجابة من قريبِ الإِمَامَ وَأُمَّهُ:
الأَحْسَنَيْنِ: الأعلي في الحُسن, وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: كنا عند النبي، صلى الله عليه وسلم، في ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ الله عليها، وهي تُنادِيهما: يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال: الْحَقا بأُمّكما؛ غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، والقَمَران للشمس والقمر مُرَادَ أَهْلِ السَّلامَةِ: مراد من الإرادة و المحبة, أَهْلِ السَّلامَةِ: من كمل في مرتبة الإحسان, قال تعالي: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) لقمان 22

المعني:
فَأَنَا: الأنا الظاهر
لُقّيتُ: لُقّيتُ و ليس لَقّيتُ, حظ و ليس اكتساب. قال تعالي: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فصلت 35, و ذلك منذ الأزل و منذ ولادته في عالم الظهور.
مِنْهُ عِنَايَةً: عَناهُ الأَمْرُ عَنايَةً: أَهَمَّه. واعْتَنَى به: اهْتَمَّ. وعُنِيَ، بالضم، عِنايَةً. أي أولاني سيدنا الحسين رضي الله عنه عنايته.
وَمَقَامُهُ: حيث هو بمصر
قَامَتْ عَلَيْهِ: القيام علي الشئ الملازمة و المحافظة, قوله تعالى: (إلا ما دمت عليه قائماً) أي ملازماً محافظاً. و قامت و ليس تقوم أي أمر مبرم و كائن.
سِدَانَتِي: السِدانة أصلاً خدمة الكعبة وكانت السَّدَانَةُ واللِّواءِ لبني عبد الدار في الجاهلية فأَقرّها النبي، صلى الله عليه وسلم، لهم في الإسلام. ذلك حين قال صلى الله عليه وسلم (ألا إن كل مال أو مأثرة ودم يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنهما مردودتان إلى أهليهما). و منه نفهم أن خدمة زائري مقام سيدنا الإمام الحسين يقوم عليها سيدي فخر الدين, فهو من يسقي الزائرين و يخدمهم.

المعني: فَأَنَا: الأنا مظهر الذات
الَّذِي: صاحب الإذن و التأييد (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)
فِي الْحَانِ: الْحَانِ الحضرة الإلهية (الجمع) – و أمّ الجمعَ سيدنا الحسين, الحانة الكبري الحضرة النبوية (جمع الجمع) - و إمام هذا الجمع أول كاتب
عَيْنٌ شَاهَدَتْ: صيغة الماضي دائماً تفيد كمال الفعل, (ما زاغ البصر و ما طغي)
وَالصَّحْوُ فِي مَحْوِي: إن غبتُ بدا و إن بدا غيّبني
لَدَيْهِ: عنده (و لذلك أقول أن بمثلما أنك تجد سيدي فخر الدين في مقام سيدنا الحسين (في القاهرة) فإنك تجد سيدنا الحسين في مقام سيدي فخر الدين (في الخرطوم)
عَلاَمَتِي: ميزة خصتني و ميزتني عن بقية الأولياء (شرحت أعلاه)

المعني:
وَالشَّاربُونَ: أهل حضرة القرب (إن لله شراباً ادّخره لعباده المقربين حتي إذا شربوا طربوا ... )
أُولُو الْمَقَامَاتِ الْعُلاَ: الرؤساء
وَالْمُصْطَفَى مِنْهُمْ: أي المختار لرئاسة الزمن (الغوث)
حَمِيلُ الأَمَانَةِ: الخليفة, صاحب الوقت (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ, إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب 72

المعني:
ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِ الْمُحِبّينَ تَابِعِي: أبناء الثلاثة أقطاب (سيدي الرفاعي, سيدي الجيلاني, سيدي البدوي) , لأن الربع الباقي هم أولادي (أولاد سيدي ابراهيم)
وَسَادَتُهُمْ: مشائخهم
طَوْعِي: الطاعة الإنقياد
وَرَهْنُ الإِشَارَةِ: لزومهم لها وعدم انفكاكهم منها. ينفذوا ما يقضي بحكم أنه رئيس زمان سيدي ابراهيم الدسوقي. في قصيدة 85:- قَدِيماً كُلَّ جَيْلاَنِيِّ قَوْمٍ *** عَلَى عِلْمٍ أَرَادَ إِذَا أَرَدْنَا
قَدِيماً أَحْمَدِيُّونَ اسْتَجَارُوا *** مِنَ التَّفْرِيقِ لَكِنَّا أَغَثْنَا
365 – 366 – 367 ق 1:

المعني: عَلَى: واجب و فرض
كُلِّ مَنْ مَلَكَ الِنّصَابَ: كما في نصاب الزكاة و النصاب هنا يعني إذن الإرشاد بالنسبة للطريقة (أي طريقة).
يَمِينُهُ: الخليفة الخاص بأي طريقة هو يمين صاحب الطريقة
وَحَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ: أكتمل عنده زمن رئاسة طريقته, قال رضي الله عنه:- وَحَالَتْ بَيْنَنَا الأَحْوِالُ حِيناً *** وَبَعْدَ الْحَوْلِ صِرْنَا حَاكِمِينَا (9 ق 57) نَحْرُ الذَّكِيَّةِ:

المعني:
زَكَاتُهُمُ رُبْعُ الْعِشَارِ: زكاة يعني الإذن, رُبْعُ الْعِشَارِ (2,5%) بمعني الإذن بالنسبة للطرق الأخري محدود
وَغَيْرُهُمْ: الذين ليس لديهم طريقة من الطرق
يُقَدّمُ شُحّاً: و أوتيت الأنفس الشُّح (يتعطل في جهاد الأنفس بدون شيخ)
فِيهِ دَخْلٌ بِرِيبَةِ: يُشك في أن ينجح

المعني:
زَكَاتِي: إذن طريقتي
عَشْرٌ كُلَّ عَشْرٍ مَلَكْتُهَا: 100% بمعني إذن طريقتي واسع و عام, (يشبه الإذن في الطريقة الإذن لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم بأن تكون دعوته عامة لكل الناس) و لأجل هذا سهّل سيدي فخر الدين إذن إعطاء الطريقة بأن الذي يأخذ الطريقة اليوم لديه الإذن بإعطائها لغيره.
وَحَوْلِي يَوْمٌ: إذن الإرشاد عندي في نفس اليوم لمن يعطي طريقتي
وَالتَّرَاحُمُ: التَّرَاحُمُ هو الفواتح للمشائخ (لم يكن أتباع الطرق الأخري ينتبهون لإهداء الفواتح لمشائخهم): أَسْلمْ قِيَادَكَ فِي رِحَابٍ آمِنٍ ** وَخُذِ التَّرَاحُمَ قَبْلَ بَثِّ الشِّكَايَةِ (358 ق 1)
أَيْنَ التَّراحُمُ يَا بَنِيَّ فَإِنَّهُ *** عَذْبٌ صَفِيٌّ مِنْ شَرَابِ الْكُمَّلِ (14 ق 38)
طُعْمَتِي: ما تنبني عليه طريقتي الحديث: (نعم ماء زمزم شفاء سُقم و طعامُ طُعم)

المعني:
نِصَابُهُمُ مَالٌ: إذنهم محدود
وَمَالِيَ مَالَهُم: إذني غير محدود
وَيُشْبِعُهُمْ مَا لاَ يُقِيتُ أَجِنَّتِي: أَجِنَّتِي من أعلمهم مراتب الأسماء في موطن الحيرة (بحر هو) ما بين حضرات الأسماء. وَيُشْبِعُهُمْ أي ما يستقر عندهم من العلوم فهو أقل من العلم الذي يتنقل به السالك عندي حال بين مراتب الأسماء
يقول سيدي ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه: مشائخكم أطفالنا و كهولكم *** أجنّة جهلٍ في بطون الهُوّيّة

المعني:
وَحَوْلُهُمُ: زمن الرئاسة لكل طريقة
حَالٌ: الحال – حالة عابرة – يعني أصل إمدادهم في زمنهم من سيدي ابراهيم (هي الأصل في طرق الوصول لأنها ,,, يئول إليها أمر كل الطرائق)
وَحَوْلِي: زمن طريقتي
حِيلَةٌ: الحيلة في الأصل هي الفعل النابع من الشخص, يعني المدد في زمني من صاحب المدد الذي يطلع منه المدد لكل المشائخ, سيدي ابراهيم
أَئِمَّتُهُمْ: مشائخ و مرشدين
سَادُوا عَلَيْهِمْ: أخذوا المدد الذي يمدونهم به
بِحِيلَتِي: من مددي
- مدد كل الصلوات علي حضرة النبي التي عملها المشائخ نابع من الصلاة الذاتية لسيدي ابراهيم

المعني:
إِذَا نَحَرُوا الأَنْعَام: السير بالشريعة, قال تعالي: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) الحج 28 أَدْفَعُ بِالَّتِي تُرَدُّ إِلَى اللَّهِ: السير عندي بالروح (الَّتِي تُرَدُّ إِلَى اللَّهِ) في موطن الإحسان
الَّذِي فِيهِ كَانَتِ: كانت في موطن الأمر الإلهي (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء 85, لأن القطب الفرد الجامع الكبير يتصرف من موطن الأمر

المعني:
فَاوَّلُهُمْ: بداية السير
باغٍ: الباغي الطالِب أي قاصد الوصول
وَآخِرُهُمْ: نهاية السير
فَنَا: تصفّي من الأغيار
وَما هُو: موطن الفناء
إِلاَّ الْحُبُّ: الحب هو الفناء في المحبوب
بُغْيةُ: مطلوب
قانِتِ: القُنُوتُ: القيامُ، (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة 238, القيام أو القنوت يعني كمال العبادة, و الحًبّ أعلي مراتبها

المعني:
فَأَيْنَ مُحِبٌّ: من أبناء الطريقة, (باب المحبّة) أين: الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: " أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمُ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي " – يريدهم أن يبرزوا للأمر الذي نادي له.
مِنْ حَبِيبٍ وَمُوصَلٍ: سيدي فخر الدين
وَأَيْنَ مُرِيدٌ: من أبناء الطريقة, (باب الإرادة) أن تكون إرادته هي مراد الشيخ
مِنْ مُرَادٍ وَثَابِتٍ: سيدي فخر الدين
للحثّ علي الارتقاء لمحبته و مراده, رضي الله عنه

المعني:
وَأَيْنَ شَكِيُّ الْهَجْرِ: أين: الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: " أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمُ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي " – يريدهم أن يبرزوا للأمر الذي نادي له. شَكِيُّ الْهَجْرِ: من آلمه الهجر. قيل:
و أيسرُ ما في للمرء الحُبِّ قتلُه ** و أصعبُ من قتلِ الفتي يومَ هجرِنا آمِلُ نَظْرَةٍ: نظرة للمحبوب
يَوَدُّ عَطَاءً: يتشوّق للعطاء
فِي بُكاءٍ وَلَوْعَةِ: علامة الحُبّ و العشق, قيل: لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها *** عيني وسحَّتْ بالدُّموعِ الذُّرَّفِ

المعني:
لِيَعْلَمَ أَهْلُ الأَرْضِ: اللام لام التعليل: وتعرف بلام كي, أَهْلُ الأَرْضِ: أهل الطريقة في الأرض
أَنِّي: أَنِّي الأنا المتنزّلة في الخليفة الوارث,
عَبْدُ مَنْ يَجُودُ عَطاءً: رسول الله صلّي الله عليه و سلّم
فِي سَخَاءٍ وَرَأْفَةِ: ورثنا عنه الوراثة الكاملة

المعني:
قَوَامُ: قَوَامُ وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة؛ قال الراجز: وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ: العَدْل, الآية: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) 9 الإسراء, يعني إعتدال الأمر, بغيره يختّل
طَرِيقِ الْقَوْمِ: عند أهل التصوّف
حُبٌّ وَطَاعَةٌ: الآية (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) 31 آل عمران, من دروس سيدي فخر الدين أن المحبّة تُوجب الطاعة و المعرفة تُوجب الخوف
وَكُلُّ مَقَامٍ قَامَ بِالاِسْتِقَامَةِ: قَامَ من القيّوميّة و القيام أي النهوض, و لا يبقي في حال القيام إلا بالاستقامة, عدم الاستقامة أن تكون بين الفعل و الترك في تردد, الآية: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) 112 هود, قال سيدنا رسول الله صلّي الله عليه و سلّم لسيدنا عبد الله بن عمر: (يا عبد الله لا يغرّنك منزلة أبويك منّي, أُنظر ممن تأخذ, لا تأخذ من الذين قالوا و خُذ من الذين استقاموا)

المعني:
وَقُمْتُ عَلَى: من القوامة, أي مخاطباً
أَهْلِ الْمَرَاتِبِ كُلهِمْ: الأولياء في جميع مراتبهم, و منهم أكابر الأولياء
أُلَقّنُهُمْ فِقْهَ الْعُلُومِ الِثَّمينَةِ: لَقَّنَه إِياه: فَهَّمه, الفِقْهَ: الفهم, الْعُلُومِ الِثَّمينَةِ: علوم الحقائق العالية

المعني:
مَلَكْتُ نِصَابَ الْفَضْلِ: الْفَضْلِ (معني الزكاة) أي أن أفيض بعلمي علي الآخرين
حِفْظاً وَجُنَّةً: الجُنّة السلاح الذي يُدفع به, لدي الحفظ و ما يعين علي الحفظ (الأمان)
وَمِلْكُ يَمِينِي: يَمِينِي الخليفة الوارث
كُلُّ مَعْنىً وَصُورَةِ: باطن الأمر و ظاهره, كلّه.

المعني:
لِيَعْلَمَ عَنِّي: اللام هي لامِ التّعليل, لتعليل و تبيين - ما يلي - لمن يَعلمَ عنه, لِيَعْلَمَ عَنِّي (خطاب ذاتي) أنا محمد عثمان
مَنْ يُعَظِّمُ عِلْمَنَا: التعظيم الإكبار و إستشعار العظمة و العظمة شأن إلهي صرف تتجلي حيث يريد سبحانه, فجعلها مطلوبة إلحاقاً بعظمته لبعد عباده و ومخلوقاته و مثال ذلك (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ) , (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ). و قال تعالي: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج 32, و أهل التقوي هم أهل مرتبة الإحسان, من تحقق بالعلم. و قوله (عِلْمَنَا) بصيغة الجمع ليشمل من لديه أهل الجمع الناطقين بعلمه و أولهم الخلفاء الوارثين.
فَعِلْمُكُمُ عَنِّي: ما أعلّمكم
بِغَيْرِ إِحَاطَةِ: عدم الإحاطة بالعلم الإلهي: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء 85

المعني:
عَلِمْتُ: العلم الذي أختصصت به
وَلِي عِلْمٌ بِعِلْمِ مُعَلَّمِي: أطلعني صلي الله عليه و سلم علي خواص علمه – و هذي خاصية أكبر. الآية: (عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) إقرأ 5 أُمِدُّ: أُمِدُّ بالعلم (مدد مستمر لصيغة المضارع). يعني إنت في أي وقت بحثت عن معني الشيخ رضي الله عنه يمدّك بالمعني.
وَتَلْقِينِي: قصائد شراب الوصل
بِغَيْرِ إِمَاطَةِ: لا أفصح عن معانيه

المعني:
وَزَادَ لِيَ: أعلي مراتب الإحسان, (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ, وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ, أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ, هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) يونس 26 السَّاقِي: حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
كُؤُوساً أُدْهِقَتْ: كناية عن الكرم, لأن عادة العرب كانوا يهرقوا الشراب علي الأرض يعبرون عن كرمهم, و لذا قيل:- شربنا و أهرقنا علي الأرض قطرة ** و للأرض من كأس الكرام نصيبُ فكُنْتُ: منذ الأزل
بِهَا: (ب) بفضل حضرة النبي (ها) الهاء المنصوبة المرتفعة إشارة له صلي الله عليه و سلم في موطن الحضرة الأحمدية المتنزلة عن غيب الأحدية
عَبْداً: نال شرف العبودية
وَتِلْكَ إِضَافَتِي: لأن العبودية الأصل للنبي صلي الله عليه و سلم, فأخذ رضي الله عنه الإضافة الخاصة لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم.

المعني:
رَوَاحِلُ: السالكين
أَهْلِ الْجَمْعَتَيْنِ: الجمع (الحضرة الإلهية) و جمع الجمع (الحضرة النبوية)
يَسُوقُهَا: الإرشاد
أُولُو هِمَمٍ: مشائخ و أولياء
هَمُّوا: طلبوا
لِنَيْلِ إِنَاخَتِي: أن يصلوا إلي مكان القصائد

المعني:
أَنخْتُ بِعِيرِ الْقَوْمِ: نزلت إليهم لعدم استطاعتهم الوصول إلي مكان القصائد (381 ق 1)
أُطْعِمُ عِيَرهُم: أمد طرقهم
وَكُنْتُ مَزٌورَ الزَّائِرِينَ: الموطن الذي يُزار وَغَيْرِي إِنْ حَازَ الْعِنَايَةَ إِنَّمَا *** يَزُورُ وَلاَ تُعْطِيهِ حُسْنَ مَآبِهَا (26 ق 80) لَمُخْبِتِ: الخَبْتُ المتسع المطمئن من الأرض, و المُخبت الخاشع المطمئن قال تعالي: ( ... فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) الحج 34

المعني:
فَظَنَّ: و لا يغني عن التحقيق ظنٌ, قال تعالي: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس 36 كِرَامُ الْقَوْمِ: رؤساؤهم
أَنَّهُمُ هُمُ أُهَيْلُ مَقَامٍ: لأنهم لم يروا مقام سيدي فخر الدين
يُكْرِمُونَ زِيَارَتِي: كأنهم قادمون ليكرموه

المعني:
وَحَقَّ لَهُمْ هَذَا: حقّ لهم أن يظنوا
لأَنَّي عِنْدَهُم: لأَنَّي (إشارة إلي كونه في باطن حضرة النبي صلي الله عليه و سلم)
خَفِيُّ مَقَامٍ: نعم, و سيدي ابراهيم ألم يقل:- مذاهبكم نرفو بها بعض ديننا *** و عنكم لقد أُحفي مقامَ أميننا و النون المشددة نون الوقاية
وَالْخَفَاءُ وِقَايَتِي: فذاتي شمس لو تجّلت لأحرقت

المعني:
إِذَا ظَعَنُوا: ساروا في مراتب السير
فَالرَّكْبُ يَقْصِدُ حَيَّنَا: محط رحال السير عندي
وَإِنْ وَرَدُوا عَيْناً: طلبوا المدد (عين: من عيون الفيض)
فَعَيْنَ عِنَايَتِي: من المدد الذي أعطاني سيدنا الإمام الحسين (أهل العناية)

المعني:
وَلَوْ قَرأُوا رَمْزاً: (في البيت السابق إذا لأن السير مؤكد) لو حرف امتناع لوجوب
أُمِيطُ سُتُورَهُ: أكشف ما يخبئه
وَلَوْ جَهِلُوا مَعْنيً: في الحقائق
يَكُونُ كِنَايَتِي: حيث لم أرد توضيحه

المعني:
إِذَا طَلَبُوا الإِرْفَادَ: إِذَا طَلَبُوا المدد من المشائخ
كُنْتُ مُجِيبَهُمْ: سيجدون أنني من يجيب طلبهم
مَزَاوِدُهُم مَلآى: ارواحهم
بِفَضْلِ جِبَايَتِي: الجِباية جمع الماء للسقاية, كل المدد يجتمع عندي

المعني:
وَلَوْ نَزَلُوا: محط رحال السالكين
كَانَ الْقِرَى بِمَعِينِنَا: معيننا موطن الكرم – أصل كل الطرائق, صيغة الجمع هنا دلالتها: هو و آل بيته
وَلَوْ سَبَحُوا: في موطن الحيرة (نزلنا بحر هو كالسابحات)
فَلْيَسْبَحُوا بِسِقَايَتِي: كنت معلمهم فقه الأسماء (حظائر الأقداس).

المعني:
لِذَاكَ: لكل ما فات ذكره لك من قدر شيخك
مُرِيدِي: من أراد إرادتي (تصفي من الأغيار و لزم الذكر)
كُنْ إِلَى اللَّهِ قَاصِداً: السير
نَصَحْتُكَ: أن تحرص علي السير
فَانْهَلْ شَاكراً بِنَصِيحَتِي: إذا عملت بنصيحتي تشرب و تشكر

المعني:
فَكُنْ يَا مُرِيدِي: من أراد إرادتي (تصفي من الأغيار و لزم الذكر)
لِلْكِرَامِ مُقَلَّداً: التقليد في اللغة يدور على التشبه والالتزام والاحتمال والمحاكاة, و في اصطلاح الأصوليين هو أخذ قول الغير من غير معرفة دليله. أو كما عرفه بعض المعاصرين بأنه (تشبه العامي من المسلمين بما يفعل ويحكم به شيخه من أحكام الدين في مالم يعلمه). الكِرام: أهل الفيوضات من الصالحين. (عجباَ إذا نزل الكرامُ بجدبةٍ)
فَلَيْسَ أَمَانٌ: الأمان من السلب, لأن المؤمن ربما يسلب أو يُغار عليه ممن هو أكبر منه في أي وقت, ما لم يمت
فِي جَنَاحِ الْبَعُوضَةِ: الدنيا, الحديث: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه و سلّم: (لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ). أخرجه الإمام الترمذي في كتاب الزهد

المعني:
البيت هذا قاعدة للتعامل مع الدينا, الآية (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الأنفال 61 فَإِنْ جَنَحَتْ لِلسَّلْمِ: أي الدنيا, جنحت بمعني مالت للسلم, أتت مستسلمة من غير عناد
فَاجْنَحْ لِسَلْمِهَا: السلم المصالحة, اتبع و مل لما تيسر منها
وَإِنْ جَمَحَتْ: الجموح من المرأة أو الفرس الخروج عن ملكة القياد, تتعب وراء الرزق و لكنه صعب
فَالذَكْرُ عَيْنُ الْحِمَايَةِ: في الحالة الأخيرة, ما يحميك من أذي الدنيا و جموحها هو الذكر. قال تعالي: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه 124, و مما قيل: الذكر عزّ للمريد و صولةٌ *** الذكرُ حِصنٌ مانعٌ و وشاحُ

المعني:
وَلاَ تَكُ: تَكُ أصلها تكون, (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) لقمان 16,
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) النحل 127
مَهْمُوماً: الهمّ شغل الفكر بالتدبير, يقال هَمُّك ما هَمَّك، ويقال: هَمُّك ما أَهَمَّك, فإذا أطبق علي العقل صار غمّاً
فَمَا اللَّهُ غَافِلٌ: (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة 85 وَلاَ تَكُ عَبْداً ذَا قَضَاءِ الْفَوَائِتِ: حديث عبد الله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها .... الخ. و كذلك الأوراد, قال رضي الله عنه: و أقم صلاتّك مستطاعةَ خاشعاً *** إن المُقامة أثقتت بزمان

المعني:
وَلاَ تَكُ ذَا خَوْفٍ وَأَنْتَ بِأَمْنِنَا: العقيدة و الأوراد و القصائد
وَلاَ تَكُ ذَا أَمْنٍ قُبَيْلَ الأَمَانَةِ: لا تأمن مكر الله, قبيل (حتي بدقائق) من الموت, لأن قبل ذلك يمكن أن تزل القدم, قال: عسي الله أن يحبو الأحبّة حُجّةً *** بها تثبتُ الأقدامُ حيث المزالقِ

المعني:
وَلاَ تَكُ: لا الناهية, تكُ من تكون حذفت النون لما أتي بعدها حرف مجرور, أي يا مريدي, راجع للبيت (390) (فَكُنْ يَا مُرِيدِي لِلْكِرَامِ مُقَلَّداً) فِي جَنْبِ الإِلهِ مُفَرَّطاً: الجنب الشِّق, (الشقّين: الطاعة و المعصية) , الآية: (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) 56 الزمر. مُفَرَّطاً تاركَ الطاعة وغَافَلاً.
وَلاَ تَكُ ذَا عَوْنٍ لأَهْلِ الْجَهَالَةِ: الآية (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ) 17 النساء, الْجَهَالَةُ: كل ما عصي به الله عمداً كان أو لم يكن. و أكبر الْجَهَالَةُ: أن يجهل قدر الشيخ المربّي فيفسد كل شئ. وَلاَ تَكُ ذَا عَوْنٍ: أن تلتزم جانب الطاعة حتي لا تُغري الجاهلين و أن تكون لهم من الناصحين.

المعني:
أُلَقّنُ: لقَّنه الكلامَ ألقاه عليه وفهّمه له
الْمَانِعَاتِ: للقصائد عند التنّزل موطنين فإذا كانت في المنع قبل أن تنزل تلك (المانعات) و إذا كانت في المَنح حال نزولها تلك (المانحات) , قال:
(بطيّ دور المانعات حفيظةً). القصائد تتنزل من حضرة غيب الأحدية موطنها الأول حيث القرآن الكريم, لذا قال: كتابً كريمٌ جدُّها من أبً لها *** و موئلؤها من بطنِه تشرحونها في التنّزل اتبعت نظام القرآن, أولاً في خدور المانعات ثم منها للمانحات, مواطن للحفظ, منها تتنزل و تصطف لها الملائكة عند نزولها, وهكذا حتي غدت في الصدور و في الرقاع بين ظهرانينا, حقبٌ تمرّ و وجهها وضّاء. محفوظة بحفظ القرآن الكريم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر 9 جَعَلْتُهُ: إذ أعرف متي أعطي و متي أمنع
أُولِي النَّجْوَى: من تناجوا بأن القصائد قد توقفت و نضبت, و في الآية: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا, ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ, إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) المجادلة 7, و ذلك أن من يتناجوا يظنون ألا يراهم أحد و لكن الشيخ يعلمهم و يعلم ما ينطقون و ما يظنون.
و ما لهم: خِلاَفُ الْمَظَنَّةِ, (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ, إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ, وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) النجم 28

المعني:
يَجُودُ: تنزلت من حضرة الجود
كَرِيمٌ: حضرة المصطفي صلي الله عليه و سلم
عَمَّ عَطَاؤُهُ: عمّ عطاؤه الكل و تنوع
وَلَكِنَّهُ يَخْتَصُّ: و لكنه خصني بهذه المنحة, منحة القصائد
أَهْلَ الْبَقِيَّةِ: الباقي في أَسماء الله الحسنى: هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الإستقبال إلى آخر ينتهي إليه، ويعبر عنه بأَنه أَبديّ الوجود. و أهل البقيّة: هم الباقون بقاء أبدياً بعد أن فنوا في الله اختصهم بدمة دينه ما بقيت الدنيا إلي يوم القيامة, أسوة بحبيبه المصطفي (حياتي خير لكم و مماتي خير لكم) قال تعالي: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ, وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) هود 86

المعني:
إِذَا هُوَ: كناية لباطن هوية حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
قَدْ أَعْطَى: قد عندما تسبق الماضي تفيد التأكيد, أعطي و كمل العطاء
فَرَبٌّ لِعَبْدِهِ: الرّب هو من يرعي و يربي و المعني هنا سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, فهو من يعطيني فما أنا إلا واحدً من عبيده *** و ذلك فخرٌ لي و فيه أفاخرُ كذا هو: طالما أتي بالكاف فإن ذلك يفيد تنزل الأمر الوراثي له رضي الله عنه’ فكما أعطاه حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, فهو يعطي (إنما المعطي كريم)
وَهَّابُ: الوهاب الذي يعطي عطاء واسعاً منهمراً بلا مقابل
الْعُلُومِ الْعَلِيَّةِ: علوم الحقائق فهو الواسطة بين الحق و الخلق و يفيض بما يتلقي عن ربّه عليهم

المعني:
أَشِعَّةُ: مفرد شعاع و الشعاع عضو من نور من الحضرة النبوية و هي حضرة جمع الجمع.
سَنَا فَيضِ نُورِهِ: نور حضرة جمع الجمع
نور: مصدر الإضاءة
فيض: إنسياب النور أو تجلي النور
سنا: ما يُري من إنسياب النور من مصدر الإضاءة
من هذا يطلع شعاع, أشعة بقدر أهل قابلية التجلي النبوي و هم الواسطة بين حضرة النبي و الخلق
يقابلها: فهو بحكم قيوميته بالخلافة يقابل التجلي النبوي و يعكسه علي أهل البقية, فهو مصدر الهداية في زمانه: وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُعَاعَ الْهِدَايَةِ
فَنَى عَنْ بَقِيَّةِ: تخطّي مقام البقية: و بعد مزيدي طالب للزيادة .... طلب مرتبة أعلي و أُعطي

المعني:
فَيُصْبِحُ مِنْ لاَ شَاءَ: يصبح أي يعقب ليل ظلمة العماء
نُوراً وَظُلْمَةً:
يَجْمَعُ فِيهِ الْحَقّ: ليصبح هو حضرة بذاته
ظِلاًّ بِظُلَّةِ:

المعني:
و يَجْمَعُ فِيهِ الْحَقّ: ليصبح هو حضرة بذاته, الواو للعطف علي السابق
فَرْق: جمع لجمع
بِكُلِّ كِتَابٍ: إمام
قَدْ هَدَى أَهْلَ مِلَّةِ: من بداية الخليقة

شراب الوصل کی کونسی بیت نمبر تلاش کرنی ہے ؟

طریقہ برہانیہ کی تجدید سوڈانی شیخ مولانا محمد عثمان عبدو البرہانی نے کی (1902-1983)۔ اس کی قیادت کو شیخ محمد عثمان عبد البرہانی سے اپنے بیٹے شیخ ابراہیم (2003) میں اور اس کے بعد اپنے پوتے شیخ محمد کے پاس لایا گیا ہے۔

رابطہ کریں

ہاؤس نمبر1524، گلی 41A, فیز4، بحریہ ٹاؤن، اسلام آباد، پاکستان۔

info@burhaniya.pk  |   +92 312 00 1 2222